والإنعامان دليل على تقدير حكومتين عظيمتين لمجهود علمي وأدبي يقوم به رجلان مصريان كلاهما قدير في الفن الذي تخصص له. •••
مرقس سميكة باشا خير مثال لقول المرحوم قاسم أمين: «الوطنية الحقيقية تعمل كثيرا، وتتكلم قليلا».
بل هو الرجل الذي يعمل ولا يتكلم.
خدم بلاده في مناحي الفنون والآداب والإنسانية والتربية والتعليم.
ولم يترك أو يبتعد إلا عن شيء واحد هو السياسة.
بعد أن أتم علومه الابتدائية، وحذق اللغتين العربية والفرنسوية، دخل في خدمة سكة الحديد المصرية، وترقى من أصغر درجاتها إلى أعلاها.
كان في عمله صغيرا وكبيرا مثال الجد والاجتهاد والمثابرة والقيام بالواجب.
عشق صغيرا الآثار المصرية عامة، والآثار القبطية خاصة.
فكان يختلط بجماعة السياح، ويرافقهم في زياراتهم لهذه الآثار، ويرشدهم إلى ما لا يعرفه جماعة المترجمين والأدلاء.
فارتبط بعدد من كبار السياح برباط الصداقة، وبينهم غير واحد من نخبة العلماء والباحثين في الآثار والوزراء والأسرياء.
ناپیژندل شوی مخ