الا أن هذا الظاهر لا يعارض التصريح فيما مر بتصديقه بامامته وأما قول الصادق عليه السلام هنا وفي بعض ما مر أخذته من بين يديه الخ فإنما يراد به أخذته في طلبه منك الخروج معه والله أعلم.
وفي الكافي في باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل بسنده عن موسى بن بكر عمن حدثه ان زيد بن علي بن الحسين دخل على أبي جعفر محمد بن علي (ع) ومعه كتب من أهل الكوفة يدعونه فيها الى أنفسهم ويخبرونه باجتماعهم ويأمرونه بالخروج فقال له أبو جعفر هذه الكتب ابتداء منهم أو جواب ما كتبت به إليهم ودعوتهم اليه فقال بل ابتداء من القوم لمعرفتهم بحقنا وبقرابتنا من رسول الله (ص) ولما يجدون في كتاب الله عز وجل من وجوب مودتنا وفرض طاعتنا ولما نحن فيه من الضيق والضنك والبلاء فقال له أبو جعفر عليه السلام إن الطاعة مفروضة من الله عز وجل وسنة أمضاها في الاولين وكذلك يجريها في الآخرين والطاعة لواحد منا والمودة للجميع وأمر الله يجري لاوليائه بحكم وصول وقضاء مفصول وحتم مقتضي وقدر مقدور وأجل مسمى لوقت معلوم فلا يستخفنك الذين لا يوقنون أنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا فلا تعجل ان الله لا يعجل لعجلة العباد ولا تستبقن الله فتعجزك البلية فتصرعك فغضب زيد عند ذلك ثم قال ليس الامام منا من جلس في بيته وارخى ستره وثبط (1) عن الجهاد ولكن الامام منا من منع حوزته وجاهد ( 30 )
مخ ۲۹