ابوهريره راويه اسلام
أبو هريرة راوية الإسلام
خپرندوی
مكتبة وهبة
د ایډیشن شمېره
الثالثة، 1402 هـ - 1982
فمر بي أبو بكر، فسألته عن آية في كتاب الله - ما أسأله إلا ليستتبعني (1) -، فمر ولم يفعل، فمر عمر ، فكذلك، حتى مر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعرف ما في وجهي من الجوع، فقال: «أبو هريرة»؟ قلت: لبيك يا رسول الله. فدخلت معه البيت، فوجد لبنا في قدح، فقال: «من أين لكم هذا؟». قيل: أرسل به إليك فلان. فقال: «يا أبا هريرة، انطلق إلى أهل الصفة، فادعهم». وكان أهل الصفة أضياف الإسلام، لا أهل ولا مال، إذا أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدقة، أرسل بها إليهم، ولم يصب منها شيئا، وإذا جاءته هدية أصاب منها، وأشركهم فيها، فساءني إرساله إياي، فقلت: كنت أرجو أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، وما هذا اللبن في أهل الصفة!!
ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بد، فأتيتهم، فأقبلوا مجيبين. فلما جلسوا، قال: «خذ يا أبا هريرة، فأعطهم». فجعلت أعطي الرجل، فيشرب حتى يروى، حتى أتيت على جميعهم، وناولته رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرفع رأسه إلي متبسما، وقال: «بقيت أنا وأنت». قلت: صدقت يا رسول الله، قال: «فاشرب»، فشربت، قال: «اشرب» فشربت، فما زال يقول: «اشرب» فأشرب، حتى قلت: والذي بعثك بالحق، ما أجد له مساغا، قال: فأخذ فشرب من الفضلة. (2).
وإليكم عفة نفس أبي هريرة والجوع يقطع أمعاءه، يقول: أتيت عمر بن الخطاب، فقمت له وهو يسبح بعد الصلاة فانتظرته، فلما انصرف دنوت منه فقلت: أقرئني، وما أريد إلا الطعام، قال: فأقرأني آيات من سورة آل عمران، فلما
مخ ۸۲