51

فلما أنبأه التلميذ نبأهم قال أبو العلاء:

استعجم العرب في الموامي

بعدك واستعرب النبيط

ثم قال:

أين امرؤ القيس والعذارى

إذ مال من تحته الغبيط

وجعل يردد: أين؟ أين؟

ثم عاد يقول: هيهات! هيهات!

هذه فئة عهدنا لها أشباها بين رهبان زماننا، يدرسون العلم دراسة رهبان ولا يزالون رهبانا في كل ما يدرسون. فهم يحجون إلى العلم من طريق الدين، وقلما يعرفون العربية إلا بلسان أعجم ونفوس أشد عجمة، وأقربهم إلى البصر بها من كان للعلم قصده وكانت له في لغة قومه قدم، وهم جامعون ومحيطون، دأبهم كدأب كل محيط يقف عند الأطراف ولا ينفذ منها إلى القلب، ولهم على ذلك ما استحقوا من جزاء وثناء. •••

ثم قال: ومن هؤلاء الذين تسألني أو تأمرني أن ألقاهم الساعة؟

ناپیژندل شوی مخ