وسمي قضاعة لانقضاعه عن قومه مع أمه، أي انقطاعه عنهم، أو من قضعه، أي قهره. وقيل: بل هو اسم منقول، وأصل القضاعة الفهد.
والتنوخي نسبة إلى تنوخ، كصبور. وتشديد النون خطأ؛ وهم قبيلة من اليمن من قضاعة، سموا بذلك لأنهم اجتمعوا وتحالفوا، وتنخوا بمكان في الشام، أي أقاموا فيه. ومن الناس من يطلق تنوخ على الضجاعمة ودوس الذين تنخوا بالبحرين، والاختلاف في ذلك كثير أيضا. ونقل عن أبي عبيد أنهم تنخوا على مالك بن زهير بن عمرو بن فهم بن تيم الله بن أسد، وعلى مالك بن فهم عم مالك بن زهير. وذكر الحمداني أن المعرة من بلاد الشام هي صليبة تنوخ، بمعنى أن بها جمعهم المستكثر. وفي «إرشاد الأريب» لياقوت أن تيم الله بن أسد هو مجتمع تنوخ من أهل معرة النعمان. وقال أبو يعقوب النحوي في شرح «سقط الزند» أن تيم الله هو مجتمع تنوخ في النسب، ولم يخص أهل المعرة. ويوافقه ما ذكره ياقوت في معجم البلدان، إلا أن أبا يعقوب سماه تيم اللات كما قدمنا. وكان شعار تنوخ في حروبهم: «واصل، واصل»، وإليه أشار أبو العلاء في لزومياته بقوله:
فر من هذه البرية في الأر
ض فما غير شرها لك حاصل
فشعاري قاطع وكان شعارا
لتنوخ في سالف الدهر واصل
والشعار: العلامة في الحرب. وفي الحديث أن شعار أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم
كان في الغزو: «يا منصور أمت أمت». وهو تفاؤل بالنصر بعد الإماتة. واستشعر القوم، إذا تداعوا بالشعار في الحرب.
والمعري نسبة إلى معرة النعمان، وهي بلدة بالشام من أعمال حمص بين حلب وحماة، وليست منسوبة للنعمان بن المنذر كما توهمه بعضهم، بل نسبت - فيما ذكروا - للنعمان بن بشير الأنصاري؛ لأن ولدا له مات وهو مجتاز بها، فدفنه فيها وأقام أياما حزينا، فنسبت إليه لذلك. قال ياقوت في معجم البلدان: وهذا في رأيي سبب ضعيف لا تسمى بمثله مدينة، والذي أظنه أنها مسماة بالنعمان الملقب بالساطع. قلت: وهو النعمان بن عدي، أحد أجداد المعري المذكورين في نسبه. والذي ذكره ياقوت مقبول؛ فإن تسمية بلدة باسم أحد قطانها المشهورين فيها أقرب من تسميتها بأحد المجتازين بها. وذهب الشريشي في شرح المقامات إلى أنها أضيفت لجبل مطل عليها اسمه النعمان، ولم يذكر ياقوت هذا الجبل.
ناپیژندل شوی مخ