يتهم الكثيرون أبا العلاء بجحد النبوات، وعدم الإيمان بالبعث والنشور؛ وكثيرا ما يتعمدون تحريف كلمه، أو صرف ظاهره إلى غير مراده، افتياتا عليه، وانتصارا لمدعاهم. فضلا عما وضعوه على لسانه من الكذب والبهتان، كما أثبته نقلة أخباره. وقد مر بك حديثه مع القاضي المنازي، وكيف اقتضبه الرواة ليثبتوا إلحاده وإنكاره للآخرة. ونقل ياقوت والسلوي عن القاضي أبي يوسف عبد السلام القزويني أنه قال: «قال لي المعري: لم أهج أحدا قط. فقلت: صدقت، إلا الأنبياء عليهم السلام! فتغير لونه. أو قال: وجهه. ا.ه.» ولا أدري ماذا يثبته هذا الحديث أو ينفيه.
وإليك ما ذكره العلامة ابن الوردي في تتمة المختصر، وهو من أدق الباحثين في أمره. قال: «قال لي يوما بعض أصحابي من الأمراء ذوي الفهم: كيف كان أبو العلاء في اعتقاد البعث ؟ فأنشدته قوله:
فيا وطني إن فاتني منك سابق
من الدهر فلينعم لساكنك البال
وإن أستطع في الحشر آتك زائرا
وهيهات، لي يوم القيامة أشغال
وبلغني أن بعضهم زعم أن أبا العلاء كان ينكر النبوات، فهذا مردود بقول أبي العلاء:
عجبت وقد جزت الصراة رفلة
وما خضلت مما تسربلت أذيال
أعمت إلينا أم فعال ابن مريم
ناپیژندل شوی مخ