وما وجد لي من غلو علق في الظاهر بآدمي، وكان مما يحتمله صفات الله عز سلطانه، فهو مصروف إليه، وما صلح لمخلوق سلف من قبل أو غبر أو لم يخلق بعد، فإنه ملحق به، وما كان محضا في المين لا جهة له، فأستقيل الله العثرة فيه.
وقد أورد شارحه في التنوير بعض أبيات من ذلك في شرح الخطبة. ومما لم يذكره قوله، وهو عندي أشنع ما في سقط الزند:
باهت بمهرة عدنانا فقلت لها
لولا الفصيصي كان المجد في مضر
فهذا ولا ريب من محض المين الذي لا جهة له، وقد استقال الله العثرة فيه، والله يغفر لمن يشاء. وما عداه ليس فيه شيء سوى الغلو المفرط. على أنه لم يأت به إلا في أبيات معدودة لا تتجاوز العشرة، ولكن القليل من هذا كثير. وعندي أن لا وجه لاغتفاره لقائله، وفي غيره من الكلام مندوحة عنه. ولعله سرى لأبي العلاء من أبي الطيب المتنبي ؛ فقد كان ولوعا بهذا النوع. ومنه قوله:
لو كان ذو القرنين أعمل رأيه
لما أتى الظلمات صرن شموسا
أو كان صادف رأس عازر سيفه
في يوم معركة لأعيا عيسى
أو كان لج البحر مثل يمينه
ناپیژندل شوی مخ