ابطال المنصوره

ابراهیم رمزي d. 1368 AH
199

ابطال المنصوره

أبطال المنصورة

ژانرونه

هكذا علمنا فما ردك اليوم عنه؟ وما دعاك إلى أن تبيتنا وتتآمر علينا وتعمل على قتلنا؟

طوران (دهشا مذعورا) :

أنا أبيتكم وأعمل على قتلكم!

بيبرس :

كفى أيها السلطان، إنك تزعم أن مصر اليوم كعهدها بالأمس؛ إذ كان أهلها أنعاما يساقون، كلا يا طوران! لقد عشت في ديار بكر بعيدا عن هذه الدنيا فلم تدر أنهم اليوم أمة أخرى، لقد عرفوا اليوم أن لهم في هذي الحياة الدنيا نصيبا فوق نصيبكم منها؛ لأنكم بها وهي ليست بكم، إنهم الأعلون وأنتم الأدنون، بيد أنهم رجالي ورجال صحبي، فصن فؤادك عن التفكير في قتلنا، ولا تضن نفسك بالاحتيال، فإني إن أمت غيلة أو يمت محسن صبرا، أو أقطاي، أو قطز أو بلبان أو تنكز، قام غيرهم يطالبونك بدمائهم، وإذا أنا فصلت الآن عنقك بسيفي هذا جزاء جنايتك علينا، ولغ الناس في دمك وكان ولي عهدك أول المغتبطين، انظر: هذا أميرك ابن الطوري الذي جئت به من كيفا، والذي عليه تعتمد وبه تستعين قد عالننا بأمرك، فارشد أيها السلطان ولا تكن من الجاهلين.

طوران :

معذرة يا بيبرس، معذرة أيها الأمراء، لقد خبروني أنكم أردتم بي سوءا فصدقت والكريم يخدع، على أن لكل امرئ من دهره ما تعود، وقد اعتدت في كيفا ما لم أجده هنا، فكبر الأمر على نفسي، ووجدت للوشاية سبيلا إلى قلبي، أما وأنتم لا يرضيكم إلا هذه الخطة على أن نعيش عليها بعد اليوم إخوانا في الله، فعهد الله بيني وبينكم عليها، قسما تلزمني عليه إن حنثت لعنة المنتقم الجبار.

بيبرس :

شكرا للسلطان، ولكنا لا نرضى بهذا العهد حتى تسترضي مولاتنا شجرة الدر على ما لقيت منك من صنوف الإهانة قبل مقدمنا.

طوران :

ناپیژندل شوی مخ