المنظر
يزاح الستار عن رحبة قصر الأمير فخر الدين يوسف ابن شيخ الشيوخ في المنصورة، والرحبة يكتنفها جدار سور عال يرى في مواجهة الناظر وإلى يساره، وفي الجزء الأيسر من هذا السور بالقرب من الركن الأعلى باب كبير هو الباب العام للقصر، وهناك بناء منزل إلى اليمين عربي الطراز يصعد إلى مدخله بدرج طويل من الرخام يبتدئ من مؤخر المرزح بحيث يكون بينه وبين السور مسافة كبيرة، ويبنتهي الدرج بشرفة مربعة ذات قبة محمولة على أعمدة من الرخام، وباب المنزل ظاهر من تحتها، وهناك باب صغير إلى الجانب الأدنى من الدار يفتح على الرحبة، وأمام البيت شجرة تحتها مقعد، يرى صبيح الحبشي جالسا على المقعد، وهو لابس قميصا من الصوف الأبيض قصيرا تمنطق عليه، وفي المنطقة سيف وعلى ظهره عباءة من الصوف.
صبيح :
ترى أتظل المنصورة عامرة بأهلها، أم ينتاب هذه الدولة ما انتاب الفواطم من قبل؟ ما للمدينة هادئة ساكنة كأنما هاجر منها أهلها؟ أيتها المنصورة الحبيبة إلى نفسي لم يمض عليك في الدنيا ثلاثون عاما كنت فيها جنة الجنات، يخطر في رحابك الملوك وتفخر بجناتك السلاطين، أين سيدك الذي ابتناك؟ أين السلطان الكامل؟ أين موساك وأين عيساك، ترى أتمضي بك الهزيمة أم أن نجمك مشرق في السماء؟ لكأنني والله في بيداء تتجاوب فيها الأصداء، رب لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه. (يدخل سهيل من باب الجدار).
سهيل :
صبيح!
صبيح (يلتفت) :
من هذا؟ سهيل؟ مرحبا، ماذا جاء بك في هذه الساعة؟
سهيل :
كيف حال السيدة صفية؟ (يسلم عليه) .
ناپیژندل شوی مخ