Abkar al-Afkar fi Usul al-Din
أبكار الأفكار في أصول الدين
ژانرونه
المعهودة فى زمننا هذا ، مع أنهم أعلم الناس بأصولها ، وفروعها ، وإليهم مرجعها ، وهم ينبوعها.
قولهم : إن النبي عليه السلام ، والصحابة أنكروا (1) النظر.
لا نسلم ذلك ؛ فإنا بينا أن النظر واجب بالطريقين السابقين ، وما يكون واجبا ؛ لا يكون منكرا ، ثم كيف يكون النظر منكرا ؛ وقد أثنى الله تعالى (1) على الناظرين ، والمتفكرين بقوله تعالى ( ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا ) (2) والمنكر لا يثنى على فعله ؛ بل الإنكار إنما كان على المجادلة والمناظرة ، ولا كل مناظرة ومجادلة ، بل المناظرة بالأهواء ، والمجادلة لقصد التشكيك فى الحق ، والإغواء ؛ وذلك بتقرير الشبه الفاسدة ، والآراء الباطلة ، ودفع الحجج الحقة ، والمكابرة فيها ، والتدليس ، والتلبيس ؛ بإظهار الباطل فى صورة الحق ، كما قال تعالى ( وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق ) (3) وقال تعالى ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ) (4)
وأما المناظرة والمجادلة بالحق ، ولقصد إظهار الحق ؛ فمأمور بها ، ومأذون فيها بقوله تعالى ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) (5) وقوله تعالى : ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) (6).
وقد ناظر النبي (7) عليه الصلاة والسلام (7) لعبد الله بن الزبعرى : حيث اعترض على النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول قوله تعالى ( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ) (8) فقال عبد الله بن الزبعرى : فقد عبدت الملائكة ، والمسيح (9). أفتراهم يعذبون؟
مخ ۱۶۶