297

A Righteous Response to the Vile Criminal

الرد القويم على المجرم الأثيم

خپرندوی

الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٠٣ هـ

د خپرونکي ځای

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

الحفاظ في ترجمة أبي هريرة أن كعبًا قال فيه ما رأيت أحدًا لم يقرأ التوراة أعلم بما فيها من أبي هريرة، فكيف يعرفها ويعرف ما فيها وهي عبرية مع أنه كان لا يقرأ عبريا حتى ولا عربيا. ص ٢٠٧ من أضواء على السنة.
والجواب أن يقال إن كثيرًا من شرار العصريين قد تحاملوا على كعب الأحبار تحاملا قبيحا حتى إن أبا رية قال فيه إنه أظهر الإِسلام خداعا وطوى قلبه على يهوديته، هكذا قال أبو رية في ظلماته، ولو كان عنده أدنى شيء من التقوى والورع لما رمى رجلا مسلمًا باليهودية. وقد قال النبي ﷺ «من دعا رجلا بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه» متفق عليه من حديث أبي ذر ﵁، وفي الصحيحين أيضًا عن ابن عمر ﵄ عن النبي ﷺ نحوه، وفي صحيح البخاري أيضًا عن أبي هريرة ﵁ نحو ذلك أيضًا، وفي صحيح ابن حبان عن أبي سعيد ﵁ عن النبي ﷺ نحوه أيضا.
قوله حار عليه أي رجع ذلك على القائل.
وقد زعم أبو رية أن كعبًا كان ذا مكر وخداع وأن أبا هريرة ﵁ كان أكثر الصحابة انخداعًا به، وهذا من بهتان أبي رية وترهاته وقد قال الشاعر وأحسن فيما قال:
إذا رزق الفتى وجها وقاحًا ... تقلب في الوجوه كما يشاء
وهذا البيت مطابق لحال المؤلف وأبي رية غاية المطابقة
وأما ما نقله المؤلف من كتاب أبي رية ونقله أبو رية من طبقات الحفاظ للذهبي ففي إسناده عمران القطان وقد ضعفه النسائي وأبو داود في رواية عنه وقال ابن معين ليس بشيء وقال الدارقطني كان كثير المخالفة والوهم. قال العلامة المحقق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي في رده على أبي رية، عمران القطان ضعيف ولا يتحقق سماعه من بكر - يعني ابن عبد الله المزني - وفي القرآن والسنة قصص كثيرة مذكورة في التوراة الموجودة بأيدي أهل الكتاب الآن فإِذا تتبعها أبو هريرة وصار يذكرها لكعب كان ذلك كافيا لأن يقول كعب تلك الكلمة. ففيم التهويل الفارغ انتهى.

1 / 296