248

A Righteous Response to the Vile Criminal

الرد القويم على المجرم الأثيم

خپرندوی

الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٠٣ هـ

د خپرونکي ځای

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

والكذب، وقد ثبت عن معاوية ﵁ أنه ذكر كعب الأحبار فقال إن كان لمن أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن أهل الكتاب وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب، رواه البخاري وثبت عن ابن مسعود وحذيفة ﵄ أنهما كذبا كعبًا في قوله إن السموات تدور على منكب ملك، وثبت عن عبد الله بن سلام ﵁ أنه كذب كعبًا حين قال إن ساعة الإِجابة في يوم الجمعة يوم في كل سنة ثم صدقه لما رجع إلى الصواب وقال إنها في كل جمعة، فهذا هو الثابت عن الصحابة ﵃ في حق كعب الأحبار. وقد تقدم أن المراد بالكذب ههنا الخطأ في النقل عن أهل الكتاب وليس المراد به افتراء الكذب. والخطأ في النقل يحتمل أن يكون من كعب ويحتمل أن يكون من الكتب التي ينقل منها.
الوجه الثاني أن يقال لم يثبت عن عمر وعلي ﵄ أنهما كذبا كعب الأحبار، وما ذكره المؤلف عن عمر وعلي ﵄ أنهما أخص من كذب كعبا فهو من كيسه وافترائه على عمر وعلي ﵄. وقد تقدم ما رواه مالك في الموطأ أن عمر ﵁ أمر كعبا أن يحكم معه في جزاء الصيد، ولو كان كذابًا لما رضي عمر ﵁ بحكمه في جزاء الصيد الذي لا يحكم فيه إلا العدول المرضيون.
وأما قوله وقد نهى عمر كعبًا عن الحديث وتوعده بالنفي إلى بلاده وقال له لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة، وكان علي يقول إنه لكذاب (ص ١٠٦ جـ ٨ من البداية والنهاية).
فجوابه من وجهين أحدهما أن يقال قد ذكر ابن كثير هذا الأثر في البداية والنهاية ولفظه. قال أبو زرعة الدمشقي حدثني محمد بن زرعة الرعيني حدثنا مروان بن محمد حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبد الله عن السائب بن يزيد قال سمعت عمر بن الخطاب ﵁ يقول لأبي هريرة لتتركن الحديث عن رسول الله ﷺ أو لألحقنك بأرض دوس وقال لكعب الأحبار لتتركن الحديث عن الأول أو لألحقنك بأرض القردة، قال أبو زرعة وسمعت أبا مسهر يذكره عن سعيد بن عبد العزيز نحوًا منه ولم يسنده انتهى، وقد أسقط أبو رية قوله «عن الأول» ليوهم من لا بصيرة لهم أن عمر ﵁ نهى كعبًا عن الحديث نهيًا مطلقا يشمل الحديث عن الأول ويشمل الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه

1 / 247