نقص من صفات كماله نقص من حمده بحسبها.
ولهذا كان الحمد كله لله حمدًا لا يحصيه سواه لكمال صفاته وكثرتها؛ ولأجل هذا لا يُحصي أحدٌ من خلقه ثناءً عليه لما له من صفات الكمال ونعوت الجلال التي لا يحصيها سواه. كما قال ﷺ: «اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أُحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك» (١) .. فهذه دلالة على توحيد الأسماء والصفات.
* وأما دلالة الأسماء الخمسة عليها «أي على الأسماء والصفات» وهي: «الله، والرب، والرحمن، والرحيم، والملك» فمبني على أصلين:
الأصل الأول: أسماء الرب ﵎ دالة على صفات كماله فهي مشتقة من الصفات. فهي أسماء وهي أوصاف، وبذلك كانت حُسنى؛ إذْ لو كانت ألفاظًا لا معاني فيها لم تكن حُسنى، ولا كانت دالةً على مدح ولا كمال، ولساغ وقوع أسماء الانتقام، والغضب في مقام الرحمة والإحسان، وبالعكس فيقال: اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر إنك أنت المنتقم. واللهم أعطني فإنك أنت الضار المانع، ونحو ذلك، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا.
ونفي معاني الأسماء الحُسنى من أعظم الإلحاد فيها قال تعالى: ﴿وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ (٢)؛ ولأنها لو لم
(١) أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، برقم ٤٨٦.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ١٨٠.