وكان قائد الكتيبة برتبة (عقيد)، يحمل على كتفيه رتبته العسكرية، وهي بحساب النجوم اثنتا عشرة نجمة، على كل كتف تاج يعادل أربع نجوم، ونجمتان مع التاج، فيكون مجموع النجوم على الكتفين اثنتي عشرة نجمة.
ويومها قلت له: "إنني أطيعك في تنفيذ أوامرك العسكرية، وأطيع الله في أوامره، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؛ إنك تحمل على كتفيك اثنتي عشرة نجمة، فانظر إلى سماء الله لترى كم تحمل من نجوم".
وبهت القائد، وردد: السماء ... ! السماء ... ! نجوم السماء ... وأشاح قائد الكتيبة بوجهه عني، ومضى غضبان آسفًا وهو يقول: "هذا الضابط لا يفيدنا ... لا يفيدنا أبدًا".
ويومئذ شعرت بأن موقفي ليس مصاولة بيني وبين القائد، ولكنها مبارزة بين إرادته بشرًا وإرادة الله خالق البشر.
وجلست وح ﷺ السماء.
...
(٢)
كان الاعتقاد السائد بين أكثر الضباط أن التدين تخلّف وجمود، وأن التقوى بلادة وتواكل.
وصمّمت أن أُثبت أن تلك المفاهيم خاطئة، وأن الضابط المتدين حريّ بالتفوق، وأن الدين يستثير الهمم والعزائم، فعزمت ألا أرضى