...
بين العقيدة والقيادة
خپرندوی
دار القلم - دمشق
شمېره چاپونه
الأولى
د چاپ کال
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
د خپرونکي ځای
الدار الشامية - بيروت
ژانرونه
سفيان بن حرب وإلى الحارث بن هشام، فقلت: قد أمكن الله منهم، أُعرّفهم بما صنعوا!!! فقال النبي ﷺ: "مثلي ومثلكم كما قال يوسف لاخوته: ﴿قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ (١).
وحين كان النبي ﷺ يطوف بالبيت، أراد فضالة بن عُمَيْر بن الملوّح الليثي قتله، فلما دنا منه قال رسول الله ﷺ: "أفضالة"؟! قال: "نعم، فضالة يا رسول الله"، قال: "ماذا كنت تحدّث به نفسك"؟! قال: "لا شيء، كنت أذكر الله ﷿"، فضحك النبي ﷺ ثم قال: "استغفر الله"، ثم وضع يده على صدر فضالة، فكان فضالة يقول: "والله ما رفع يده عن صدري، حتى ما من خلق الله شيء أحب إليّ منه" (٢).
سابعًا: وفي غزوة "حُنَين" انهزم المسلمون لا يلوي أحد منهم على أحد، فانحاز رسول الله ﷺ ذات اليمين ثم قال: "أين أيها الناس؟! هلموا إليّ، أنا رسول الله، أنا محمد بن عبد الله". وقد بقي معه نفر من الأنصار والمهاجرين وأهل بيته (٣)، فأمر عمه العباس أن ينادي: "يا معشر الأنصار، يا أصحاب بيعة الشجرة، يا أصحاب سورة البقرة"، فأقبلوا كأنهم الإبل إذا حنّت على أولادها يقولون: يا لبيك! يا لبيك! ... وحملوا على المشركين (٤).
(١) طبقات ابن سعد (٣/ ١٤١ - ١٤٢)، والآية من سورة يوسف [١٢: ٩٢].
(٢) سيرة ابن هشام (٣/ ٢٧).
(٣) سيرة ابن هشام (٣/ ٧١ - ٧٢).
(٤) طبقات ابن سعد (٣/ ١٥١)؛ وسيرة ابن هشام (٣/ ٧٤).
1 / 169