126

...

بين العقيدة والقيادة

خپرندوی

دار القلم - دمشق

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

د خپرونکي ځای

الدار الشامية - بيروت

ژانرونه

لقد أعزهم الله بالإسلام، ولن يعزوا بغيره. والإسلام ليس نسبًا ولا إرثًا ولا مناطق جغرافية، ولكنه إيمان وعمل وتضحية وفداء. والمسلمون الذين يتقبَّلون الإسلام بدون تكاليف البذل والتضحية والفداء، ليسوا مسلمين حقًا؛ بل مسلمون بالنسب أو النسبة، فهم وارثون أو جغرافيون. والمسلمون الذين يصومون ويصلون ويؤدون الفرائض، ثم يقعدون عن الجهاد بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، ولا يجهزون المجاهدين، ولا يخلفونهم في أهلهم، حين يصبح الجهاد فرض عين أو فرض كفاية ليسوا مسلمين حقًا. وصدق رسول الله صلوات الله وتسليمه عليه: "من لم يَغْزُ ولم يحدِّث نفسه بالغزو، مات على شعبة من النفاق". لقد كان شعار المسلمين الأولين قوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ﴾ [التوبة ٩: ٥٢]: النصر أو الشهادة. وكانوا يحرصون على الموت حرص غيرهم على الحياة، وكان أحدهم يردد وهو في الرمق الأخير: ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾ [طه ٢٠: ٨٤]. لذلك انتصروا في الحرب، وانتصروا في السلام. ولكن! كيف طبق المسلمون الأولون تعاليم الإسلام العسكرية بخاصته؟

1 / 131