إكرام الزوجة لأهل زوجها سبب في سعادته
مقدم البرنامج: في وقتنا الآن تجد أن الصراع قائم بين أم الزوج والزوجة، والزوجة دائمًا تشعر أن الأم هي المسيطرة على الزوج، والأم أيضًا تشعر أن ابنها قد امتلكته الزوجة، ويبقى الصراع قائمًا، ويصل إلى مرحلة قطع الرحم من الزوج مع أهله، فما الحلول لمثل هذه المشاكل؟ الشيخ: قد بينا أن من حقوق الزوجة على زوجها أن يكرم الزوج أهل الزوجة، وكذلك من حق الزوج على زوجته أن تكرم الزوجة أهل الزوج، ولا ينبغي أبدًا للزوجة المسلمة أن تكون فتنة على زوجها، أو أن تكون سببًا في أن يقطع هذا الزوج رحمه، وأن تقول له في كل لحظة من اللحظات: (أمك أمك، أبوك، إخوانك، أهلك) لا ينبغي أبدًا للزوجة المسلمة أن تكون كذلك، وفي المقابل لا ينبغي للزوج أن يظلم زوجته لصالح والديه أو لصالح أهله إطلاقا، بل يجب على الزوج أن يعطي كل ذي حق حقه، بعدل وإنصاف، ولتكرم الزوجة أهل الزوج، والنبي ﷺ يقول كما في الحديث الذي رواه الحاكم والبزار بسند حسن، من حديث عائشة قالت: (قلت: يا رسول الله! أي الناس أعظم حقًا على المرأة؟ قال: زوجها)، وأنا أريد من الزوجة أن تعي وتفهم هذا الحديث.
فـ عائشة رضوان الله عليها تريد أن تعرف الحقوق والواجبات، تقول ﵂: (قلت: يا رسول الله! أي الناس أعظم حقًا على المرأة؟ قال: زوجها، قالت: يا رسول الله! وأي الناس أعظم حقًا على الرجل؟ قال: أمه)، فالزوجة المسلمة لا ينبغي أبدًا أن تجعل من نفسها ندًا للأم، فبهذا ستفسد الحياة، وسيفسد البيت، وربما تزداد المشكلة إن كان الزوج قد تزوج امرأته في بيت والديه، وهنا تكون المشكلة أكبر، ولكنني أنصح الزوج في هذه الحالة أن يعقد اتفاقًا مع زوجته في غرفتهما، وأن يصير هذا الاتفاق سائدًا وأصيلًا بينهما، فيقول: اسمحي لي أيتها الزوجة الحبيبة إن دخلت يومًا واشتكت منك أمي لي أن أرضي أمي بكلمات، وثقي تمام الثقة أن مكانتك في القلب كبيرة، وأن صمتك في هذه اللحظات يزيد من مكانتك وقدرك عندي، ولتكن هذه الكلمات بمثابة اتفاق، ولتعلم الزوجة أن زوجها بهذه الكلمات لا يريد أن يجرح مشاعرها، وإنما يريد أن يرضي أمه، فإذا ما دخل الزوج العاقل الوفي إلى غرفته مع امرأته؛ فليكن بينهما ما يكون بين زوجين حبيبين وفيين، يحرص كل واحد منهما أن يكرم الآخر، وألا يحرجه ويضع كل واحد منهما الآخر في أعلى مكانة، وبهذا الوصف الذي وصفت قبل ذلك لكثير من إخواننا وأخوتنا زالت كثير من المشكلات، أما إن دخل الزوج وسمع كلمات قليلة من أمه في حق زوجته؛ فآذى زوجته أمام أمه بكلمات ظالمة متهورة، بدعوى أنه يريد أن يرضي أمه، ولو على حساب ظلم امرأته؛ فهذا لا يجوز أبدًا ولا يليق، وإنما يجب عليه أن يعطي حق والديه وأن يعطي حق زوجته بلا إفراط ولا تفريط، ومن الحق على الزوجة المسلمة الوفية أن تكرم أهل زوجها، كما كان من حقها على زوجها أن يكرم أهلها.
4 / 11