كان عرق النبي ﷺ أطيب من المسك
نعم كان عرق الحبيب ﷺ أطيب من المسك، روى مسلم في صحيحه، وأحمد في مسنده وغيرهم: (عن أم سليم رضوان الله عليها أن النبي ﵊ كان عندها في وقت الظهيرة يومًا، وكان الجو شديد الحر، فعرق رسول الله ﵊؛ فجاءت أم سليم ﵂ بقارورة (زجاجة)، لتسلت العرق في هذه الزجاجة، فاستيقظ النبي ﵊، وقال: ما تصنعين يا أم سليم؟! قالت: عرقك أطيب طيبنا يا رسول الله!) .
وتعال انظر إلى أم معبد رضوان الله عليها، التي شرفت وكرمت بأن دخل الحبيب ﷺ خيمتها يوم الهجرة، وهي لا تعرف رسول الله ﵊، ودخل الخيمة، وكانت لا تملك شيئًا إلا الشاة التي كانت لا تحمل لبنًا؛ لأنه لم ينز عليها الفحل بعد، ولما سألها الصديق رضوان الله عليه هل من طعام أو شراب؟ قالت: والله! لا أملك إلا هذه الشاة التي لم يسر اللبن في ضرعها بعد، ومسح النبي ﷺ على ظهر هذه الشاة، وسال اللبن، وتحرك الضرع بهذا اللبن الغزير الوفير؛ فتعجبت هذه المرأة من هذه البركات التي حلت عليها وعلى خيمتها!! من هذه الإشراقات والأنوار الربانية التي حلت بدخول سيد البشرية في خيمتها!! فلما انصرف النبي ﵊ ورجع زوجها؛ وجد أن الأمر فيه شيء، وأن الوضع متغير.
يا أخي! لو دخل مصعب بن عمير رضوان الله عليه شارعًا من الشوارع وطريقًا من الطرقات، كان أهل الطريق يعرفون أن مصعبا قد دخله لطيبه وريحه، فما ظنك بطيب الطيب ﷺ!! ونحن قد قلنا: إن عرقه أطيب من الطيب ﵊، فلما عاد زوج أم معبد سألها، فقصت عليه، قال: لعله الرجل الذي خرج في مكة -وهو لا يعرفه- صفيه لي يا أم معبد! وانظر إلى المرأة العربية البدوية، تصف الحبيب ﷺ وصفًا عجيبًا، فتقول ببساطة: (رجل ظاهر الوضاءة، مليح الوجه، حسن الخلق، إذا صمت فعليه الوقار، وإذا تكلم علاه البهاء ﵊ أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرًا) تعبير عجيب؛ غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرًا! قال الشاعر: أغر عليه للنبوة خاتم من نور يلوح ويشهدُ وضم الإله اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهدُ وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمدُ ﷺ.
لا أريد أن أطيل النفس في وصف رسول الله ﷺ؛ فنحتاج إلى لقاءات ولقاءات.
2 / 3