قتال المهدي للروم
قال ﷺ: (لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فإذا تصافوا للقتال قال الروم للمسلمين: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم) أي: أن هناك من سيسلم من الأوروبيين، وسينضمون إلى صفوف الموحدين كما نرى الآن، ألا تعلم أن بعد أحداث (١١) سبتمبر أسلم ما يزيد عن خمسة وعشرين ألفًا من الأمريكيين، ألا تعلم أنه لا توجد نسخة من المصاحف المترجمة إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية؛ لأنها قد نفدت من السوق، فالكل الآن متطلع ليتعرف على الإسلام؛ لأن زعماء العالم قد تحدثوا عن الإسلام، وعن عظمته، وعن سماحته، وعن براءته من الإرهاب والتطرف كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب، فشاء الله ﷿ أن يسمع العالم كله عن الإسلام بما قدره ﵎ من أحداث، فيقول الروم للمسلمين: (خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم) أي: اتركوا لنا أولًا هؤلاء الذين تركوا صفوفنا وتركوا ديننا وذهبوا إليكم، (فيقول المسلمون: لا والله! لا نخلي بينكم وبين إخواننا، قال: فيقتتلون، فينهزم ثلث من المسلمين لا يتوب الله عليهم) لأنهم خونة ارتدوا وخانوا الله ورسوله والمؤمنين، (ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتح الثلث الأخير لا يفتنون أبدًا) .
إذًا: يرتد ثلث لا يتوب الله عليهم أبدًا، ويُقتل الثلث، وهم أفضل الشهداء عند الله، ويبقى ثلث المسلمين من كتائب التوحيد مع المهدي ﵇، وهؤلاء يمكن الله لهم، وينصرهم الله، ولا يفتنون أبدًا، هم أولياؤه وأصفياؤه جل وعلا في الأرض كلها.
وفي رواية أخرى في صحيح مسلم: أن رجلًا جاء إلى عبد الله بن مسعود ليس له ديدن إلا: يا عبد الله بن مسعود! يا عبد الله بن مسعود! جاءت الساعة جاءت الساعة؛ لأن ريحًا حمراء هاجت بالكوفة، فظن الرجل أن هذه الريح هي الريح التي تكون بين يدي الساعة، فكان ابن مسعود متكئًا فجلس، وانظر كيف العلماء! جلس بهدوء؛ لأنه يعلم أن للساعة أمارات وعلامات، فجلس ابن مسعود وقال: (لا تقوم الساعة حتى لا يقسم ميراث، ولا يفرح بغنيمة، ثم أشار بيده نحو الشام، وقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام، ويجمع لهم أهل الإسلام، فقلت: الروم تعني؟! قال: نعم، وعند ذاكم القتال تكون ردة شديدة) قال ﵊: (فيقتتلون مقتلة عظيمة فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، هؤلاء وهؤلاء وكل غير غالب -أي: أن الحرب في أول يوم تكون سجالًا- فيشترط المسلمون في اليوم الثاني شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيرجع هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب، فيشترط المسلمون في اليوم الثالث شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيرجع هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب، حتى إذا كان اليوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام -أي: نهضوا وتقدموا- فيجعل الله الدائرة على الروم، فيقتتلون مقتلة لم يُرَ مثلها، حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتًا -أي: لشدة نتنهم، ورائحة الجثث في أرض المعركة- وينظر أهل البيت كانوا مائة، فلا يجدون قد بقي منهم إلا الرجل الواحد، فبأي غنيمة يُفرح؟! وأي ميراث يقسم؟! فبينما هم كذلك إذا وقع بهم بأس هو أكبر من ذلك: إذا جاءهم الصريخ -أي: من يصرخ فيهم- لقد خلفكم الدجال في ذراريكم، قال: فيرفضون ما في أيديهم من الغنائم، ويبعثون عشرة فوارس طليعة) أي: ينظرون ما الذي وقع، وما الذي حدث، قال الصادق: (والله! إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ) هذا الثلث الذي لا يفتن أبدًا هو الذي كتب الله له النصر، وهو الذي يخوض المعركة الرابعة، وهي كرامة من الله للموحدين وللأولياء الأصفياء، فيفتح الله ﷿ لهم القسطنطينية بلا قتال، روى الإمام مسلم في صحيحه أن النبي ﷺ سأل الصحابة رضوان الله عليهم يومًا وقال: (هل سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟ قالوا: نعم، يا رسول الله! قال: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفًا من بني إسحاق) أي: ممن أسلموا لله ﵎، وشرفهم الله بالقتال مع كتائب التوحيد في الملاحم والفتن الأخيرة، قال ﷺ: (لا تقوم الساعة حتى يغزوها -أي: مع الموحدين- سبعون ألفًا من بني إسحاق، فإذا جاءوها لم يقاتلوا بسلاح، ولم يرموا بسهم، وإنما قالوا: لا إله إلا الله، والله أكبر) وأظن أن من رأى الأحداث الأخيرة في أمريكا يصدق خبر الصادق ﷺ؛ فبين غمضة عين وانتباهتها تغير الوضع من حال إلى حال! قال: (فإذا جاءوها لم يقاتلوا بسلاح، ولم يرموا بسهم، وإنما قالوا: لا إله إلا الله، والله أكبر، فيسقط جانبها الذي في البحر، ثم يقولون الثانية: لا إله إلا الله، والله أكبر، فيسقط جانبها الذي في البر، ثم يقولون الثالثة: لا إله إلا الله، والله أكبر فيفرج لهم، فيدخلونها فيغنمون ...) .
10 / 10