106

...

سلسلة إيمانيات

ژانرونه

إخبار النبي ﷺ بالإرهاصات التي تكون بين يدي الساعة
وفي الوقت ذاته أخبر النبي ﷺ عن زوال هذه الغمة -أسأل الله أن يعجل بزوالها- فلا تيأس، ولا تقنط، فقد أخبر الصادق ﷺ عن زوال هذه الغمة وعن كشفها، وأبشر الإخوة والأخوات بأن ذلك -ورب الكعبة- سيكون قريبًا إن شاء الله؛ لأن الذي يهيئ الكون كله الآن -ليقع فيه ما أخبر به الصادق الذي لا ينطق عن الهوى- هو مالك الملك ومدبر الكون ﵎.
فتدبر معي! النبي ﷺ أخبرنا بأن إرهاصات ما بين يدي النهاية ستبدأ بهدنة بين المسلمين وبين الروم، والروم كما يقول كل أهل التاريخ: هم سلالة العيص بن إسحاق بن إبراهيم على نبينا وعليهما الصلاة والسلام، وامتدادهم الآن هم الأوروبيون والأمريكيون، فأخبرنا الصادق أن إرهاصات ما بين يدي الساعة ستبدأ بهدنة بين المسلمين وبين الروم، وأظن أننا الآن نعيش هذه المرحلة، مرحلة الهدنة بين المسلمين وبين الروم من الأوروبيين والأمريكيين، فماذا قال النبي ﵊؟ روى البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عوف بن مالك ﵁ أن النبي ﷺ قال: (اعدد ستًا بين يدي الساعة: موتي) أي: موت الحبيب ﷺ، ولقد مات نبينا ﵊: (ثم فتح بيت المقدس) وقد فتح بيت المقدس في عهد عمر بن الخطاب ﵁ على يدي أبي عبيدة بن الجراح، وأسأل الله أن يأذن في فتحه من جديد: (ثم مُوتان -بضم الميم- يأخذ فيكم كقعاص أو كعقاص الغنم) يعني: الطاعون، وأنه ينتشر فيكم كما ينتشر الطاعون أو الوباء في الغنم، فيهلكها جماعات، وقد ظهر هذا الطاعون في بلاد الشام في طاعون عمواس، وقتل فيه عدد كثير جدًا من أصحاب النبي ﷺ، منهم أبو عبيدة ومعاذ بن جبل وغيرهما: (ثم استفاضة المال بحيث يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطًا) وها أنت تعطي الرجل الآن مائة جنيه أو مائتين فيظل الرجل ساخطًا إما لعدم القناعة والرضا، وإما لأنها لا تكفي: (ثم فتنة لا تدع بيتًا من بيوت العرب إلا دخلته) يرى كثير من أهل العلم أنها متمثلة في وسائل الإعلام بصورها وأشكالها المختلفة بما فيها من خير وشر.
وانظر إلى العلامة الأخيرة وهي السادسة: (ثم تكون هدنة بينكم وبين الروم، فيغدرون، فيأتونكم تحت ثمانين غاية) أي: تحت ثمانين راية، وسميت الغاية بالراية؛ لأنها غاية الجيش، فإن سقطت الراية ذهبت الغاية (فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفًا) يعني: جيش مكون -تقريبًا- من مليون إلا قليلًا.
وفي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد في مسنده والطبراني والبزار وابن ماجة وأبو داود وغيرهم أنه ﷺ قال: (ستصالحون الروم صلحًا آمنا) وتدبر معي هذا الحديث! (وستغزون أنتم وهم -أي الروم- عدوًا من ورائهم) ولم يقل: من ورائكم أيها المسلمون! (فتسلمون، وتغنمون، ثم تنزلون بمرج ذي تلول) المرج الذي فيه التلول مكان أخضر تكثر فيه المياه والخضرة، وسأبين من كلام النبي ﷺ أين هذا المرج، (ثم تنزلون بمرج ذي تلول، فيقوم رجل من الروم فيرفع الصليب ويقول: غلب الصليب، فيقوم إليه رجل من المسلمين فيقتله، فعندئذ يغدر الروم ويأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفًا)، سؤال: يا ترى! من هو هذا العدو الذي سيشارك المسلمون الروم في قتاله؟! هل هو الإرهاب على حد تعبير وسائل الإعلام كلها في الخارج والداخل؟! أو هل هو المعسكر الشرقي: روسيا أو الصين أو اليابان؟ الجواب: الله أعلم بمراد نبيه ﷺ.

10 / 5