18
جرى لك؟
رد المهمش بأسى: تهدم. - أيش
19
تهدم؟ - بنيت جسر في باب المندب يربط بين قارة آسيا وأفريقيا. - ممتاز، كيف تهدم؟ - ما قدرتش باخرة إمبريالية تمر من تحته، وهي ترفع العلم وضربت الجسر بالمدفع.
ضحك زربة؛ فغضب المهمش وراح يشتم الإمبريالية، والرجعية والدحابشة وقال: قريبا بانخرجكم من بلادنا يا دحابشة.
يوم أن قامت الحرب بين شريكي الوحدة، المؤتمر الشعبي والحزب الاشتراكي، كان زربة في صنعاء مع نادية وقد عطرت الغرفة ببخور سميرة، حينها أخبرته بما سمعته من أخيها عن الحشد الشعبي الكبير من قبل المشايخ والتجار، وحزب الإصلاح، وعن فتاوى الجهاد لمحاربة الاشتراكيين لترسيخ الوحدة، وعلم كذلك أن صديق كأسه القديم محمد مدهش، يخطب في أحد مساجد مدينة تعز حيث استقر أخيرا هناك، يحث الناس على المشاركة في محاربة المرتدين عن الوحدة، ويخبرهم أن الفرقة لا يرضى بها الإسلام، وعرف مؤخرا أن محمد مدهش كان ضمن القادة الذين جندوا الكثير من المجاهدين اليمنيين لأفغانستان. قارن زربة كلام مدهش الجديد بكلامه السابق، فقد كان يخبره أن الإخوان عملاء مع الإمبريالية ويقول له: «إن الشعب مقهور على أمره ويعاني من هدر فكره وطاقاته لمصلحة الحكام؛ ليظل يدور في حلقة مفرغة يبحث عن لقمة العيش فقط وهم يعبثون بثروات البلاد».
شاهد زربة نهب بعض منازل ومقرات الحزب الاشتراكي في صنعاء، وأسهم إعلان نائب الرئيس علي سالم البيض الانفصال في سرعة هزيمة الحزب الاشتراكي. شعر زربة بقلق على مصير زوجته سميرة، فبيتها على خط المواجهات في الشيخ عثمان، فراح يكثر من تناول القات كعادته حين يكون حزينا. سمع أثناء الحرب عن تضحيات القوات الشمالية، التي اشترك فيها العائدون من أفغانستان، فكانوا يخوضون الحرب ببسالة باحثين عن الشهادة في سبيل الله. أما زربة بإحساسه الفطري، كان يرى أن الموت للشعب والنصر للقائد.
10
انتهت الحرب الشرسة بين الإخوة الأعداء، التي استمرت مائة يوم تقريبا، هزم فيها جيش الحزب الاشتراكي.
Halaman tidak diketahui