سدوا ثقب الباب بقطعة قماش، وفاجأهم ثابت بقارورة أخرى. وقتذاك كان الجو ممطرا وما زالت الشمس عند المغيب. بدءوا يشربون مشروبهم الروحي. أخذ كل يتناول كأسه واحدا تلو الآخر وهم يذكرون ناصر بالرحمة؛ فقد كان خامسهم: الله يرحمك يا ناصر ... كنت طيبا يا ناصر ...
كان زربة أكثرهم حزنا عليه، لم يتوقف عن ذرف الدموع. كانت عيناه المترعتان بالحزن تشاهدان الدموع تتدفق من مقل أصدقائه وتتسرب من تحت الباب إلى الشارع. تقدم نحو الباب ببطء محدقا من خلال الثقب إلى الشارع، فشاهد السماء تساقط لؤلؤها بكثافة، حدق أكثر وهو يشرب من كأسه، رأى مجنون الحي يجمع اللؤلؤ في كيس بلاستيكي. تناول كأسا آخر ليرى بوضوح أكثر، فشاهد الأطفال وبعض الرجال يجمعون اللؤلؤ أيضا في أوان صغيرة.
حاول فتح الباب فلم يستطع، أخذ اللؤلؤ يطفو فوق الماء ويزداد لمعانا ويتجمع في كتلة صغيرة. حاول فتح الباب مرة أخرى فلم يستطع سحب المزلاج.
اقترب ندماء الفرح والحزن مندهشين، ينظرون ماذا يشاهد زربة، شاهدوا السماء تمطر بردا والشارع يطفح بالماء يتسلل إلى أرضية الدكان. بقي زربة صامتا يضحك في نفسه مما رأى وهو ينظر إلى القارورة، لم يتبق منها إلا القليل.
أكملوا نصف زجاجتهم الثانية، وهم يذرفون الدموع على صديقهم ونديم كأسهم، ثم بدءوا يشتمون أبا ناصر؛ لماذا قتل ابنه وهو أصغرهم وأحب أولاده الثلاثة إليه. وساروا يعددون مميزات ناصر كان وكان وكان ... لطم زربة جبينه فقد تذكر حدثا مهما، مما فاجأ أصدقاءه وقال: عرفت ليش
2
قتل ناصر، لما سافر رأيته يخبي
3
ثلاث قوارير جان ويكر في شنطة سفره. يمكن أبوه حصله
4
Halaman tidak diketahui