أجاب محدثي: «هذا أحد اثنين: فإما يظل صامتا فلا يدرك المرء لسكوته معنى ولو عاشره مليون سنة، وإما يتكلم ... فينطبق عليه قول يزعم أحد الظرفاء أن الله قاله عن الرئيس ابن سينا!»
قلت: «ألا أخبرني بما يزعم ذلك الظريف أنه تعالى قاله عن ابن سينا!»
فحدثني نديمي قائلا: «يزعم صاحبي المليح النكتة أنه لما مضى ابن سينا إلى ربه جاءه الملكان وسألاه: «ما هو الله؟»»
فأجابه لفوره: «هو أسطقس فوق الأسطقسات.»
فتبادل الملكان نظرة فلم يفهما، فذهبا إلى الحق - سبحانه - وقالا: «ربنا، لقد جاء الساعة عبد من عبيدك البشر، رجل يتكلم كالمتكلمين، ولكننا لا نفقه لقوله معنى.»
فسأل الحق - جل وعلا: «وماذا يقول هذا الرجل؟»
فأجاب الملكان: ربنا، سألناه: «ما هو الله؟» فقال: «هو أسطقس فوق الأسطقسات.»
فأطرق المولى - سبحانه - وقد ألبس عليه مغزى الكلام وقال: «إن أمر هذا الرجل لغريب! وما اسمه، أيها الملكان؟»
فقال الملكان: «ربنا، اسمه عبدك الرئيس ابن سينا.»
فضحك ذو الجلال وقال: «هاهاها! لقد عرفته؛ فدعاه وشأنه. هذا رجل قضى عمره متكلما فلم تفهم خلائق الأرضين كلمة من أقواله.»
Halaman tidak diketahui