النَّفس على طلب الْحَرَام فَإِذا حصل لَهُ طلب ازالته وكالعلم الَّذِي يمْنَع من الشَّك وَيَرْفَعهُ بعد وُقُوعه وكالطلب الَّذِي يحفظ الصِّحَّة ويدع الْمَرَض وَكَذَلِكَ مَا فِي الْقلب من الايمان يحفظ بأشباهه مِمَّا يقوم بِهِ واذا حصل مِنْهُ مرض من الشُّبُهَات والشهوات أزيل بِهَذِهِ وَلَا يحصل الْمَرَض الا لنَقص أَسبَاب الصِّحَّة كَذَلِك الْقلب لَا يمرض الا لنَقص ايمانه وَكَذَلِكَ الايمان والكفران متضادان فَكل ضدين فأحدهما يمْنَع الآخر تَارَة وَيَرْفَعهُ أُخْرَى كالسواد وَالْبَيَاض حصل مَوْضِعه وَيَرْفَعهُ اذا كَانَ حَاصِلا كَذَلِك الْحَسَنَات والسيئات والاحباط والمعتزلة أَن الْكَبِيرَة تحبط الْحَسَنَات حَتَّى الايمان وان من مَاتَ عَلَيْهَا لم يكن الجبائي وَابْنه بالموازنة لَكِن قَالُوا من رجحت سيئاته خلد فِي النَّار والموازنة بِلَا تخليد قَول الاحباط مَا أجمع عَلَيْهِ وَهُوَ حبوط الْحَسَنَات كلهَا بالْكفْر كَمَا قَالَ وَمن يرتدد مِنْكُم عَن دينه الْآيَة وَقَوله وَمن يكفر بالايمان فقد حَبط عمله الْآيَة وَقَالَ وَلَو أشركوا الحبط عَنْهُم مَا كَانُوا يعْملُونَ وَقَالَ لَئِن أشركت ليحبطن عَمَلك الْآيَة وَمَا ادَّعَتْهُ الْمُعْتَزلَة مُخَالف لأقوال السّلف فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ ذكر حد الزَّانِي
1 / 70