Zuhud, Wara' dan Ibadah

Ibn Taimiyah d. 728 AH
26

Zuhud, Wara' dan Ibadah

الزهد والورع والعبادة

Penyiasat

حماد سلامة، محمد عويضة

Penerbit

مكتبة المنار

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٠٧

Lokasi Penerbit

الأردن

Genre-genre

Tasawuf
الْقلب بَين الْحبّ وَالْخَوْف وَالْقلب يغرق فِيمَا يستولي عَلَيْهِ اما من مَحْبُوب وَإِمَّا من مخوف كَمَا يُوجد من محبَّة المَال والجاه والصور والخائف من غَيره يبْقى قلبه وعقله مستغرقان فِيهِ كَمَا يغرق الغريق فِي المَاء فَلَا بُد أَن يستولي عَلَيْهَا مَا يُحِيط بهَا من الْأَجْسَام والقلوب يستولي عَلَيْهَا مَا يتَمَثَّل لَهَا من المخاوف والمحبوبات والمكروهات فالمحبوب يَطْلُبهُ وَالْمَكْرُوه يَدْفَعهُ والرجاء يتَعَلَّق بالمحبوب وَالْخَوْف يتَعَلَّق بالمكروه وَلَا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ الا الله وَلَا يذهب السَّيِّئَات الا الله وَإِن يمسسك الله بضر فَلَا كاشف لَهُ الا هُوَ وَإِن يردك بِخَير فَلَا راد لفضله يُصِيب بِهِ من يَشَاء من عباده وَهُوَ الغفور الرَّحِيم وَمَا بكم من نعْمَة فَمن الله ثمَّ اذا مسكم الضّر فإليه تجئرون واذا دَعَا العَبْد ربه باعطاء الْمَطْلُوب وَدفع المرهوب جعل لَهُ من الايمان بِاللَّه ومحبته ومعرفته وتوحيده ورجائه وحياة قلبه واستنارته بِنور الايمان مَا قد يكون أَنْفَع لَهُ من ذَلِك الْمَطْلُوب ان كَانَ عرضا من الدُّنْيَا وَأما إِذا طلب مِنْهُ أَن يُعينهُ على ذكره وشكره وَحسن عِبَادَته وَمَا يتبع ذَلِك فَهُنَا الْمَطْلُوب قد يكون أَنْفَع من الطّلب وَهُوَ الدُّعَاء وَالْمَطْلُوب الذّكر وَالشُّكْر وَقيام الْعِبَادَة على أحسن الْوُجُوه وَغير ذَلِك وَهَذَا لبسطه مَوضِع آخر اسْتِيلَاء الشَّهَوَات والأهواء على الْقُلُوب والمقصور أَن الْقلب قد يغمره فيستولي عَلَيْهِ مَا يُريدهُ العَبْد وَيُحِبهُ وَمَا يخافه ويحذره كَائِنا من كَانَ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى بل قلبوبهم فِي

1 / 34