183

Zuhud, Wara' dan Ibadah

الزهد والورع والعبادة

Penyiasat

حماد سلامة، محمد عويضة

Penerbit

مكتبة المنار

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٠٧

Lokasi Penerbit

الأردن

Genre-genre

Tasawuf
وَحين كتبت هَذَا الْجَواب لم يكن عِنْدِي من الْكتب مَا يستعان بِهِ على الْجَواب فان لَهُ موارد وَاسِعَة فَهُنَا لما اقْترن بالوسواس هَذَا البغض وَهَذِه الْكَرَاهَة كَانَ هُوَ صَرِيح الايمان وَهُوَ خَالِصَة ومحضه لِأَن الْمُنَافِق الْكَافِر لَا يجد هَذَا البغض وَهَذِه الْكَرَاهَة مَعَ الوسوسة بذلك بل إِن كَانَ فِي الْكفْر الْبَسِيط وَهُوَ الاعراض عَمَّا جَاءَ بِهِ الرَّسُول وَترك الايمان بِهِ وَإِن لم يعْتَقد تَكْذِيبه فَهَذَا قد لَا يوسوس لَهُ الشَّيْطَان بذلك اذ الوسوسة بالمعارض الْمنَافِي للايمان انما يحْتَاج اليها عِنْد وجود مقتضيه فاذا لم يكن مَعَه مَا يتقضي الايمان لم يحْتَج الى معَارض يَدْفَعهُ وان كَانَ فِي الْكفْر الْمركب وَهُوَ التَّكْذِيب فالكفر فَوق الوسوسة وَلَيْسَ مَعَه ايمان يكره بِهِ ذَلِك وَلِهَذَا لما كَانَت هَذِه الوسوسسة عارضة لعامة الْمُؤمنِينَ كَمَا قَالَ تَعَالَى أنزل من السَّمَاء مَاء فسالت أَوديَة بِقَدرِهَا فَاحْتمل السَّيْل زبدا رابيا وممايوقدون عَلَيْهِ فِي النَّار ابْتِغَاء حلية أَو مَتَاع زبد مثله الْآيَات فَضرب الله الْمثل لما ينزله من الايمان وَالْقُرْآن بِالْمَاءِ الَّذِي ينزل فِي أَوديَة الأَرْض وَجعل الْقُلُوب كالأودية مِنْهَا الْكَبِير وَمِنْهَا الصَّغِير كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ مثل مَا بَعَثَنِي الله بِهِ من الْهدى وَالْعلم كَمثل غيث أصَاب أَرضًا فَكَانَت مِنْهَا طَائِفَة قبلت المَاء فأنبتت الْكلأ والعشب الْكثير وَكَانَت مِنْهَا طَائِفَة أَمْسَكت المَاء فسقى النَّاس وَشَرِبُوا وَكَانَت مِنْهَا طَائِفَة انما هِيَ قيعان لَا تمسك مَاء وَلَا تنْبت كلأ فَذَلِك مثل من فقه فِي دين الله ونفعه الله بِمَا بَعَثَنِي بِهِ من الْهدى وَالْعلم وَمثل من لم يرفع بذلك رَأْسا وَلم يقبل هدى الله الَّذِي أرْسلت بِهِ فَهَذَا أحد المثلين

1 / 193