108

Zuhud, Wara' dan Ibadah

الزهد والورع والعبادة

Editor

حماد سلامة، محمد عويضة

Penerbit

مكتبة المنار

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٠٧

Lokasi Penerbit

الأردن

Genre-genre

Tasawuf
كالمجرمين ويعطلون الْأَمر وَالنَّهْي والوعد والوعيد والشرائع وَرُبمَا سموا هَذَا حَقِيقَة ولعمري انه حَقِيقَة كونية لَكِن هَذِه الحقية الكونية قد عرفهَا عباد الْأَصْنَام كَمَا قَالَ وَلَئِن سألتهمم من خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض ليَقُولن الله وَقَالَ تَعَالَى قل لمن الأَرْض وَمن فِيهَا ان كُنْتُم تعلمُونَ سيقولون لله قل أَفلا تذكرُونَ الْآيَات فالمشركون الَّذين يعْبدُونَ الْأَصْنَام كَانُوا مقرين بِأَن الله خَالق كل شَيْء وربه ومليكه فَمن كَانَ هَذَا مُنْتَهى تَحْقِيقه كَانَ أقرب أَن يكون كعباد الْأَصْنَام وَالْمُؤمن انما فَارق الْكفْر بالايمان بِاللَّه وبرسله وبتصديقهم فِيمَا أخبروا وطاعتهم فِيمَا أمروا وَاتِّبَاع مَا يرضاه الله وَيُحِبهُ دون مَا يقدره ويقضيه من الْكفْر والفسوق والعصيان وَلَكِن يرضى بِمَا أَصَابَهُ من المصائب لَا بِمَا فعله من المعائب فَهُوَ من الذُّنُوب يسْتَغْفر وعَلى المصائب يصبر فَهُوَ كَمَا قَالَ تَعَالَى فاصبر ان وعد الله حق واستغفر لذنبك فَيجمع بَين طَاعَة الْأَمر وَالصَّبْر على المصائب كَمَا قَالَ تَعَالَى وان تصبروا وتتقوا لَا يضركم كيدهم شَيْئا وَقَالَ تَعَالَى وان تصبروا وتتقوا فَإِن ذَلِك من عزم الْأُمُور وَقَالَ يُوسُف انه من يتق ويصبر فَإِن الله لَا يضيع أجر الْمُحْسِنِينَ

1 / 118