198

Kitab Zuhd Kabir

الزهد الكبير

Editor

عامر أحمد حيدر

Penerbit

مؤسسة الكتب الثقافية

Edisi

الثالثة

Tahun Penerbitan

١٩٩٦

Lokasi Penerbit

بيروت

٦٨٩ - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ فَرْضَخٍ الْأَخْمِيمِيُّ، بِمَكَّةَ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ إِيَادٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَسَأَلَهُمْ عَنْ قُسِّ بْنِ سَاعِدَةَ الْإِيَادِيِّ فَقَالُوا ⦗٢٦٥⦘: هَلَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " لَقَدْ شَهِدْتُهُ فِي الْمَوْسِمِ بِعُكَاظٍ وَهُوَ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ أَوْ عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ وَهُوَ يُنَادِي فِي النَّاسِ: أَيُّهَا النَّاسُ اجْتَمِعُوا وَاسْمَعُوا وَعُوا، وَاتَّعِظُوا تَنْتَفِعُوا، مَنْ عَاشَ مَاتَ، وَمَنْ مَاتَ فَاتَ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آتٍ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ فِي السَّمَاءِ لَخَبَرًا وَإِنَّ فِي الْأَرْضِ لَعِبَرًا، نُجُومٌ تَغُورُ وَلَا تَفُورُ، وَبِحَارٌ تَفُورُ وَلَا تَغُورُ، وَسَقْفٌ مَرْفُوعٌ، وَمِهَادٌ مَوْضُوعٌ، وَأَنْهَارٌ وَنُبُوعٌ" أَقْسَمَ قُسُّ قَسَمًا بِاللَّهِ لَا كَذِبًا وَلَا آثِمًا لَتَتَبِعُنَّ الْأَمْرَ سَخَطًا وَلَئِنْ كَانَ فِي بَعْضِهِ رِضًا، إِنَّ فِي بَعْضٍ لَسَخَطًا، وَمَا هُوَ بِاللَّعِبِ وَإِنَّ مِنْ وَرَاءِ هَذَا لَلْعَجَبُ، أَقْسَمَ قُسٌّ قَسَمًا بِاللَّهِ لَا كَذِبًا وَلَا آثِمًا، إِنَّ لِلَّهِ دِينًا هُوَ أَرْضَى لَهُ مِنْ دِينٍ نَحْنُ عَلَيْهِ، مَا بِالُ النَّاسِ يَذْهَبُونَ وَلَا يَرْجِعُونَ، أَرَضُوا فَأَقَامُوا؟ أَمْ تُرِكُوا فَنَامُوا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ثُمَّ أَنْشَدَ قُسُّ بْنُ سَاعِدَةَ أَبْيَاتَا مِنَ الشِّعْرِ لَمْ أَحْفَظْهَا عَنْهُ، فَقَامْ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ﵁، فَقَالَ: أَنَا حَضَرْتُ ذَلِكَ الْمَقَامَ وَحَفَظْتُ تِلْكَ الْمَقَالَةَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا هِيَ؟»، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ ﵁ قَالَ: قُسُّ بْنُ سَاعِدَةَ فِي آخِرِ كَلَامِهِ:
[البحر الكامل]
فِي الذَّاهِبِينَ الْأَوَّلِينَ ... مِنَ الْقُرُونِ لَنَا بَصَائِرْ
⦗٢٦٦⦘
لَمَّا رَأَيْتُ مَوَارِدًا ... لِلْمَوْتِ لَيْسَ لَهَا مَصَادِرْ
وَرَأَيْتُ قَوْمِي نَحْوَهَا ... تَمْضِي الْأَكَابِرُ وَالْأَصَاغِرْ
وَلَا يَرْجِعُ الْمَاضِي إِلَيَّ ... وَلَا مِنَ الْبَاقِينَ غَابِرْ
أَيْقَنْتُ أَنِّي لَا مَحَالَةَ ... حَيْثُ صَارَ الْقَوْمُ صَائِرْ"

1 / 264