261

( إن الله مع الصابرين ) بالمعونة والنصرة ، والتوفيق في أداء العبادات والاجتناب من المقبحات. ولا يجوز أن يكون «مع» هاهنا بمعنى الاجتماع ، لأن ذلك من صفات الأجسام ، تعالى الله عن ذلك. وفي الآية دلالة على أن في الصلاة لطفا للعبد ، لأنه سبحانه أمرنا بالاستعانة بها ، ويؤيده قوله سبحانه : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) (1).

ولما أمر الله سبحانه عباده بالصبر والصلاة رغبهم في الجهاد بقوله : ( ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات ) أي : هم أموات ( بل أحياء ) هم أحياء ( ولكن لا تشعرون ) ما حالهم. عن الحسن : أن الشهداء أحياء عند الله تعالى ، تعرض أرزاقهم على أرواحهم ، فيصل إليهم الروح والفرح ، كما تعرض النار على أرواح آل فرعون غدوا وعشيا ، فيصل إليهم الوجع وشدة الألم. وفيها دلالة على أن الأرواح جواهر قائمة بأنفسها ، مغايرة لما يحس من البدن ، تبقى بعد الموت دراكة ، وعليه جمهور الصحابة والتابعين. وعن مجاهد : يرزقون ثمر الجنة ، يجدون ريحها وليسوا فيها. وقالوا : يجوز أن يجمع الله من أجزاء الشهيد جملة ، فيحييها ويوصل إليها النعم وإن كانت في حجم الذرة. وقيل : نزلت في شهداء بدر ، وكانوا أربعة عشر رجلا ، ستة من المهاجرين ، وثمانية من الأنصار.

وروى الشيخ محمد بن يعقوب الكليني في الكافي (2)، والشيخ أبو جعفر في تهذيب (3) الأحكام ، مسندا إلى علي بن مهزيار ، عن الحسن ، عن القاسم بن محمد ، عن الحسين بن أحمد ، عن يونس بن ظبيان ، والشهيد في الذكرى (4)، عن يونس

Halaman 266