إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
وعن ابن عباس قال : يا رب ألم تخلقني بيدك؟ قال : بلى ، قال : يا رب ألم تنفخ في الروح من روحك؟ قال : بلى ، قال : يا رب ألم تسبق رحمتك غضبك؟ قال : بلى ، قال : ألم تسكني جنتك؟ قال : بلى ، قال : يا رب إن تبت وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنة؟ قال : نعم.
وقيل : هي قوله : اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك رب إني ظلمت نفسي فارحمني إنك خير الراحمين ، فتب علي إنك أنت التواب الرحيم. وقيل : بل هي : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
وفي رواية أهل البيت عليهم السلام : أن آدم عليه السلام رأى مكتوبا على العرش أسماء معظمة مكرمة ، فسأل عنها ، فقيل له : هذه أسماء أجل الخلق منزلة عند الله ، والأسماء : محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، فتوسل آدم إلى ربه بهم في قبول توبته ورفع منزلته.
( فتاب عليه ) فرجع عليه بالرحمة وقبول التوبة. وإنما رتبه بالفاء على تلقي الكلمات لتضمنه معنى التوبة ، وهو الاعتراف بترك الندب ، والندم عليه والعزم على أن لا يعود إليه. واكتفي بذكر آدم لأن حواء كانت تبعا له في الحكم ، ولذلك طوى ذكر النساء في أكثر القرآن والسنن.
( إنه هو التواب ) الرجاع على عباده بالمغفرة ، أي : كثير القبول للتوبة مرة بعد اخرى ، أو الذي يكثر إعانتهم على التوبة باللطف والتوفيق. وأصل التوبة الرجوع فإذا وصف بها العبد كان رجوعا عن المعصية أو ترك الأولى ، وإذا وصف بها الباري تعالى أريد بها الرجوع عن العقوبة أو الحرمان عن الثواب المرتب على فعل الندب إلى المغفرة أو إلى إعطاء الثواب.
( الرحيم ) المبالغ في الرحمة. وفي الجمع بين الوصفين وعد للتائب بالإحسان مع المغفرة.
Halaman 130