وعاد سيف الدولة منهزمًا وتبعه الروم وقتلوا، وسبوا من عشيرته وقواده ما يكثر عدده، وذلك في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
وفي هذه السنة قدم ناصر الدولة الحسين بن عبد الله بن حمدان أخو
سيف الدولة مستنجدًا بأخيه سيف الدولة إلى حلب ومعه جميع أولاده عندما قصد معز الدولة الموصل. وتلقاه سيف الدولة على أربع فراسخ من حلب، ولما رآه ترجل له. وأنفق سيف الدولة عليه وعلى حاشيته، وقدم لهم من الثياب الفاخرة والجوهر ما قيمته ثلاثمائة آلف دينار.
وكان يجلس ناصر الدولة على السرير ويجلس سيف الدولة دونه. ولما دخل دار سيف الدولة وجلس على السرير، جاء سيف الدولة لينزع خفه من رجله، فمدهما إليه، فنزعهما بيده. وصعب على سيف الدولة لأنه قدر أنه إذا خفض له نفسه إلى ذلك رفعه عنه، فلم يفعل ذلك إظهارًا لمن حضر أنه وإن ارتفعت حاله، فهو كالولد والتبع. وكان يعامله بأشياء نحو ذلك قبيحة كثيرة فيحتملها على دخن. وتحمل عنه سيف الدولة لمعز الدولة مائتي ألفًا من الدراهم حتى انصرف عنه.
وفي هذه السنة ٣٤٨ هـ مات قسطنطيني بن لاون ملك الروم، وصير نقفور ابن الفقاس دمستقًا على حرب المغرب، وأخاه ليون بن الفقاس دمستقًا، على حرب المشرق، فتجهز ليون إلى نواحي طرسوس، وسبى، وقتل، وفتح
الهارونية، وسار إلى ديار بكر.
وتوجه إليه سيف الدولة فرحل الدمستق راجعًا إلى الشام، وقتل من أهله عددًا
1 / 76