314

Zubdat al-Fikrah dalam Sejarah Hijrah

زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة

Genre-genre

Sejarah

بممالك الشام والسواحل آن جدنا جنكز خان كان ملكا وابن ملك الى سبعة جدود في بلاد المغول وحيث ايده الله تعالى ملك بسيفه ربع الارض المسكون فلم يبلغنا في تاريخ من التواريخ من لدن آدم عليه السلام والى يومنا هذا أن ملكا ملك من الأقاليم ما ملكه ولا تيسر له من التأييد ما تيسر له ونحن سادس ملك من صلبه وكان قد سبق في تقدير الله ان تصيب اولاده من سلف قبلنا عين نافذة فوقع بينهم الخلف وطال التنازع بينهم سنين كثيرة فاجتمع من بقايا سيوفهم ام مختلفون يتسترون في الاكنان وبتغيبون في ابعد المكان وكان منهم سكان مصر والشام واجتمع بها من المماليك والخوارج زمرة غرتهم سلامتهم من المغل المشتغلين عنهم بما كان اهم عندهم منهم وطفقوا كل قليل يختارون من بينهم مملوكا من ارذل الاجناس فيملكونه على الاسلام ويحكمونه في رقاب الانام وحسبوا أن ذلك تدبير الملك ولم يتعرفوا طريق النجاة من الهلك حتى وصلت نوبة المملكة البنا وزفت عروسها علينا زين الله قلوبنا بحب الاسلام وابهجها بانوار و الايمان وكان من الواجب المتعين وادب الملوك الهين ان هولا المماليك يهئوننا بما وهبه الله لنا من الملك العظيم وهدانا اليه من الصراط المستقيم ويرسلون الينا رسلهم بتحف السلاطين ويحذون في استجلاب مودتنا أوضح القوانين فمرت على ذلك ثلث سنين وهم يجهلون حقوق الأدب ولم يؤدوا من عوايد الملك ما يجب ولما علموا اننا دخلنا في الاسلام راغبين ولرضى الله سبحانه طالبين حسبوا انهم اذا فتحوا الينا طريق المودة جانا اكثر عسكرهم هاربين ولم يكن لهم من التمييز ان يعلموا أن الملك لله يوتيه من يشاء من عباده وقد ملك كثيرا من الكفار اكثر بلاده كما بلغهم عن جنكزخان وعن كثير ممن كان ولو كان نيل الملك بالتقوى لكان بنو فاطمة عليهم السلام على الخلافة اقدر واقوي ولم يرضوا بذلك حتى سلكوا من التجهم والتقحم اقبح المسالك وقصدوا طرقا من اطراف بلادنا على غزة وهجموا عليها على فترة وكذلك سلامش لما تسحب خوفا من ذنوب اقترفها وديون ارتكبها حموه وانفذوا معه عسكرا وقصدوا أن يشعثوا الروم وقد يكون حتف المغرور فيما يروم فلما رايناهم قد تجاوزوا في البغض غاية الحد واتخذوا المملكة لعبا واتكلوا على الجد واغتروا بعدم التفاتنا اليهم كان ذلك وبالا عليهم لاتا رفعنا التنازع بيننا وبين اقاربنا وجعلنا قصد مملكتهم من مطالبنا خشينا أن جيوشنا تستاصل من المسلمين الأصاغر والاكابر فارسلنا اليهم رسلا ينذرونهم ويحذرونهم ويذكرونهم فحبسوا الرسل وقطعوا السبل ثم حملهم الجهل والغرة على مقابلة جيوشنا ومقاتلتهم وتمثلوا في أنفسهم الغلبة فاقدموا على مماثلتهم وكانوا قد عاجلونا واكثر عسا كرنا لم يركبوا خيولهم ولم يشهدوا الحرب لما لم يعلموا تعجيلهم وما لقيهم غير تسعة الاف كانوا قد ركبوا معنا فلقونا باجمعهم وما قابلوا جمعنا وكان من امرهم ما كان وتبين لذوي البصاير ان الله لم يرض منهم ذلك العدوان فاجتمعت الينا امراء دولتنا وذكروا لنا أن هذه الطائفة من المماليك لهم اربعون سنة يقصدون الحصون فيخربونها والمدن المستصعبة فيدمرونها حتى انهم خربوا من البلاد وقتلوا من العباد ما يعادل اهل مصر والشام واوضحوا في ذلك مقول الكلام والمصلحة اننا نشئ الغارات على الشام من غزة إلى الفرات وننقل من فيها من الرعية فنعمر بها ما خربوا لنقابل الفاسد بمثله فما قبلنا مشورتهم وقلنا نحن لم نرض فعلهم افنصير بما فعلوا مثلهم واعرضنا عن ذلك ورحمنا الرعية وجعلنا مأمنهم اول نعمة لله عليهم ومبدا عطيه وان كان قد وقع الى احد من عساكرنا بعض من استضعف فقد امنه بانتزاعه من يد من استلبه حتى يبلغ بروجه الى اهله اربه وارسلنا الى اهل القلاع والجبال والاعراب والتركمان والعشاير كتب الأمان ليكونوا في امان الله ورسوله واماننا واذا خفت العساكر من هذه البلاد رد كل الى وطنه ورجع كل الى سكنه ولقصدنا مصلحة الرعايا وحمايتهم رتبنا مولاي وحيحك وابشقا وبغا وهلاجو وقرابغا بهادر مقدمين على اربعين الف فارس وتركناهم على غزة والنور وامرنا الأمير سبا أن يقيم على حلب وحماة وحمص في عشرين الف راكب واعطينا الأمير سيف الدين قفجاق نيابة السلطنة بدمشق ورتبنا الأمير سيف الدين بكتمر نائب السلطنة بحلب وحماة والامير فارس الدين البكي نائب السلطنة بصفد وطرابلس والسواحل وجعلنا ملك الأمراء والوزراء ناصر الدين يحيي شادا على الدواوين في هذه الأقاليم كلها وكل من اعطاه احد من هولاء الامراء امائا فهو اماننا وكل جندي اراد خدمتنا فقد امرناهم أن يعينوا له اقطاعا يليق به وليثقوا بما أودعه الله لهم في قلوبنا من الرافة وحسن النية وليطيعوا هولاء الامراء طاعة الموفقة ولا يتخلف احد من طاعتهم فقد اخذنا عليهم العهود بالعدل والشفقة وان خالف احد وعصي فلا بد أن يذوق كاس الردى والله تعالى يجمع قلوب رعايانا على الهدي ان شا الله تعالي.

Halaman 339