214

Zubdat al-Fikrah dalam Sejarah Hijrah

زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة

Genre-genre

Sejarah

مرغم بن صابر أمير العربان بطرابلس الغرب وبلادها والحاكم على طارفها وتلادها ومعهم هدية من الخيل العراب وعلى أيديهم منه كتاب يعرض على السلطان فتوح المغرب ويسأله أن ينفذ اليه صنجا شريفا يفتح البلاد ببركته ويتمكن منها بحرمته فأجاب السلطان سؤاله وأكرم رسوله وجهز اليه خلم نفيسة وأقمشة جميلة وأفهمه انه لولا الاشتغال بجهاد التتار لأمده بجيش يملا الأقطار وحرضه على ما عزم عليه وحضه على توجيه وجه الاجتهاد اليه فلما عاد اليه رسله بذلك الانعام والاحسان العام قويت عزيمته واشتدت شكيمته واتفق مع شخص من أولاد أبي زكرياء يحيى صاحب تونس كان يعرف بالفضل بن المخلوع وجمع جمعا كبيرا من الأعراب وسار بهم نحو تونس فلما وصلوها البس الفضل بن صاحبها، المخلوع خلعة السلطان المسيرة اليه ونشر صنجقه المنصور بين يديه فانهزم صاحب تونس المسمى أبا اسحق و كان ولده أبو فارس ببجاية فتوجه اليه ودخل الفضل ومرغم تونس برغمه وشرفوها بنشر لواء السلطان وذكر اسمه ولما توجه ابو اسحق إلى ولده بجاية حشر الحشود وخرج فيمن معه من الجنود فسار اليه مرغم ومن معه فالتقيا فكانت الكسرة على أبي فارس وما أغنى عنه ما حشده من راجل و فارس وممتل هو وأبوه وأحضرت رؤوسهما الى تونس وعلقت على باب من أبوابها يسمى باب المنارة وتم أمر الفضل بن المخلوع في تونس وأعمالها وبلغت نفسه بسعادة السلطان فوق آمالها وأحسن الى مرغم بن صابر وكناه أبا الوفاء والي أبي مروان بن مكي شيخ فاس وكناه أبا الفتح وكتب المرغم منشورا بطرابلس الغرب فلم يزل بها حاكما الى أن مات وأمسك الفضل من كان له مناويا من مشايخ العربان وعاملهم بالهوان .

باسلامه وبهنون بتملكه وهم من فقهاء القفجاق أحدهم يسمى مجد الدين أطا والآخر نور الدين وأحضرا على أيديهما كتابا من جهته بالخط المغلي فغوب فكان مضمونه الاعلام بدخوله في دين الاسلام وجلوسه على التخت وانه أقام شرائع الدين ونواميس المسلمين وأوصى على الفقهاء الواصلين وان يساعدوا على الحج المبرور الذي جاؤوا له قاصدين وذكروا من السنتهم أنه سأل السلطان أن ينعته نعتا بتسمي به من أسماء المسلمين وعلما خليفتيا وعلما سلطانيا يقاتل بهما أعداء الدين فجهز السلطان الفقهاء المذكورين إلى الحجاز الشريف فلما عادوا سقرهم إلى مقصدهم على أحسن حال .

كثيرة وقد انضم اليه جماعة من ذوي الضلال وأهل تلك الجبال وتحصن بالحدث الى رفقصده التركمان وتحيلوا عليه حتى تمكنوا منه وأحضروه أسيرا وغادروه حسيرا واستراح المسلمون من شره وعادية أمره .

فرمته الريح الى جهة بيروت فخرج منها وقصد الاغارة على تلك الجهات و كان السلطان لما بلغه حضوره قد نقدم أمره إلى النواب بتلك البلاد بحفظ جميع الاماكن عليه فلما حصل في جهة بيروت كمن له أهل جبل الحروب وخرجوا عليه فقتلوا وأسروا من جماعته ثمانين بطلا وأخذوا له شيئا كثيرا من مال وخيل وبغال فركب البحر وتوجه الى صور وهو ببأس المنصور مذعور ولم يلبث أن هلك وأراح الله.

Halaman 234