Zubdat Bayan
زبدة البيان
Penyiasat
تحقيق وتعليق : محمد الباقر البهبودي
الأرض والفراش مفعولا جعل، والسماء والبناء عطف عليهما، و " من " الأولى ابتدائية، والثانية تبعيضية، ويكون الرزق حينئذ حالا أو مفعولا له، أي حال كونه رزقا، أو ليكون رزقا ومرزوقا لكم، أو بيانية مقدمة على المبين، و هو الرزق كما يقال أنفقت من الدراهم ألفا وأنزل عطف على جعل، وماء مفعوله وأخرج عطف عليه، ورزقا مفعوله، وضمير به راجع إلى الماء، ولكم صفة رزقا والفاء في " فلا " للتفريع إما على اعبدوا، أو على لعل، أو على الذي خلقكم و " أندادا " مفعول فلا تجعلوا، وأنتم تعلمون جملة حالية من فاعل " فلا تجعلوا " ومفعوله إما محذوف، أو مقدر وهو أنه لا يقدر على مثل هذه الأفعال غيره تعالى أو أنه لا ند له.
وأما اللغة فالفراش هو البساط، والبناء هو المبني وهو هنا قبة وفي الأصل أعم من أن يكون بيتا أو قبة كذا في الكشاف، والند المثل الذي يكون ضدا.
وأما المعنى فباعتبار ضمها إلى الأولى هو الأمر بعبادة الله الموصوف بالصفات المذكورة، والنهي عن الاشراك به، والإشارة إلى قطع عذرهم بالجهل، لعدم القدرة، ولعدم ما يوصلهم إليه لوجود العلم والتمييز فيهم، ووجود ما يوصلهم من خلق هذه المذكورات الذي لا يقدر عليه غيره، سيما الضد الذي يجعلونه شريكا له، وقائما مقامه من الأصنام، فإنها لا تقدر على شئ ولا تنفع ولا تضر.
وأما الأحكام المستنبطة منها، فهي إباحة السكون في أي جزء كان من الأرض على أي وجه أراد، والصلاة فيه، وسائر العبادات كذلك، وطهارتها أيضا، و استعمال الماء في أي شئ كان على أي وجه اتفق، وطهارته، بل طهوريته أيضا لأنها من جملة انتفاعاته المتعارفة المطلوبة منه ومقام الامتنان يعم جميع ذلك مع إباحة جميع الثمرات المخرجة به للرزق، وقيل: الثمرة أعم من المطعوم والملبوس والرزق أعم من المأكول والمشروب، وفيه تأمل إذ الثمرة المخرجة هي الرزق لا غير، فما ذكر أنها أعم من الملبوس غير ظاهر حقيقة، ولكنه لا يبعد شمولها
Halaman 113