Zir Salim Abu Layla Muhalhal
الزير سالم: أبو ليلى المهلهل
Genre-genre
وقد تجيء معرفتنا بها عن طريق الأدب العربي الفصيح أو الكلاسيكي متناثرة مأثوراتها ومعلقاتها وأناشيدها ومراثيها وموثباتها - أي شعرها النضالي والطبقي التحريضي - تنسب لأبطالها «البسوس»، وحربها التي امتدت أربعين عاما، أو «كليب» ملك العرب المغتال ما بين دمشق وفلسطين، أو الجليلة وابنتها اليمامة، والضباع وجساس بن مرة، ثم بطلها ذاته الزير سالم أبو ليلى المهلهل صياد السباع البري، الذي صاحبت طفولته إنشاء مدينة بيرشبا
1
أو سبأ، التي تواترت إلى بئر سبع قبل تواجدها التاريخي، فأصبح إلهها المحلي حين اتخذها موطنا ومنفى، إلى أن جاءه خبر اغتيال أخيه الملك كليب إمبراطور العالم القديم على مشارف دمشق عاصمة ملكه المترامي، فقال قولته الشهيرة: «آه ما أقرب اليوم من غد»، ومراثيه الكبرى:
كليب لا خير في الدنيا وما فيها
إن أنت خليتها فيمن يخليها
ذلك المقاتل العربي الفلسطيني الشاعر، قال:
ليس مثلي يخبر الناس عن
آبائهم قتلوا وينسى القتالا
ونسوق هنا افتراضا إثنوجرافيا، نجري التيقن منه عبر صفحات هذا المدخل الدراسي لسيرة الزير سالم هذه، بأن الزير سالم هو بذاته ما أعطى المدينة المقدسة - القدس أو أورشاليم، ساليم، سالم - نفسه؛ أي: مدينة سالم أو ساليم.
في محاولة لإعادة الاعتبار لهذه السيرة الملحمية العربية الفلسطينية التي صيغت عبر العصور التي تصل إلى أربعين قرنا ما بين تاريخ الأدب العربي السلفي المغلوط، وبين السطو الإسرائيلي وتغيير المعالم التي لا تقف عند الأرض والوطن بقدر ما تستبيح التراث.
Halaman tidak diketahui