Zir Salim Abu Layla Muhalhal
الزير سالم: أبو ليلى المهلهل
Genre-genre
4
وما إن ألهبت الساحرة العجوز قلب الملك حتى استقبل الجليلة، منبهرا من حسن جمالها وفصاحتها حين حادثته عن كيف أن اتصالها به شرف لقبيلتها، فأمر الملك بدخولهم وأجلسها إلى جواره على عرش التباعنة وألبسها تاجه وقرب قومها وامتلأت الكئوس، وهنا ألحت الجليلة في إدخالها بهلولها أو مهرجها قشمر بن غرة قائلة: «لي نديم اسمه قشمر، لا يوجد مثله بين البشر، حلو الصفات سريع الحركات، يضحك الأحجار بفعاله، ويزيل الهموم بغرائب أعماله»، فأذن التبع بدخول كليب في زي المهرج تحت جلد الكبش والبغال، أقرب في هيئته - وهو البدوي الوبري الفلسطيني الأدومي - إلى العيص أبو العرب الأدوميين والأردنيين حين خدعه شقيقه وتوءمه يعقوب،
5
حين تنكر متخذا هيئة عيسو أو العيص وكان يعرف بالرجل الأحمر أو المشعر، أي كثيف الشعر كالخواتيم، عن أبيهما إسحق - عقب عماه - ليأخذ منه البركة والميراث بدلا من أخيه الأكبر العربي، وبمساعدة أمهما «رفقة» وبهدف خداع أبيه، وحرمان «العيص» - كما تسميه العرب - من حقه في الميراث.
فتنكر كليب باستخدام جلود الحيوان خاصة الكبش، وبذا يحق له عبر هذه الشعيرة أن يصبح خليفة شرعيا للتبع المغتال وهو ما حدث بالفعل كما ستبصرنا الملحمة.
ويبدو أنها عادة سامية راسخة؛ عادة - أو شعائر - التمثل أو التنكر بجلود الحيوانات، خاصة طبعا إذا ما كانت طواطم؛ ذلك أنها ستطالعنا كثيرا عبر أحداث هذه السيرة الملحمية، وهي منتشرة بكثرة بين قبائل إفريقيا الشرقية، وكما يذكر فريزر أنها «لعبت دورا مهما في الحياة الاجتماعية والدينية عند قبيلة «أكيكويو» التي تسكن إفريقيا الشرقية، والتي ترجع - فيما يبدو - إلى أصل عربي، إن لم تكن ترجع إلى أصل سامي.
فالمعتقد هنا بالنسبة لشعيرة التنكر تحت جلد الحيوان هو اكتساب صفاته وقواه الخارقة.
فالشخص بارتدائه جلد الحيوان يطابق بين شخصه والحيوان الضحية، والذي يكون بمثابة الحاجز بينه وبين إيذاء القوى الشريرة بتخليصه من هذه القوى الغريبة التي تتملكه عبر شعائر التحول، والتمثل بالمولود الجديد من الجدي أو النعجة أو الكبش والذئاب في حالة كليب المتنكر باكتساب خصائصها من وداعة وافتراس.
أما عن جزئية اصطناعه للمهرج أو البهلول المخبول غريب الأطوار، فهي جزئية أو عبارة جوهرية لا تخلو منها ملحمة أو سيرة عربية، خاصة تحولات أبو زيد الهلالي عبر أحداث الريادة والسير وكذا الجازية وبقية الأمراء: مرعي ويحيى ويونس، وأيضا سيد البطال
6
Halaman tidak diketahui