============================================================
ويلتمس لهم المعايب، وقرر أن دولتهم لم تكن شرعية، فالعلوي يجب أن يكون علوي دين، لا نسب. ووعد الديالمة [قائلا]: سيظهر قريبا إمام أنا على علم بدعوته ومذهبه. فرغب أهل ديلمان وجيلان في إجابته، وراجت بضاعته لديهم أيام أسفار بن شيرويه، وردحا من عهد مرداويج"... لاغير أنهم لما رأوا أن الوقت الذي مناهم بظهور الإمام فيه قد انقضى، قالوا: إن هذا المذهب لا أساس له، ولا مراء في أن هذا الرجل لص طرار. فانفضوا من حوله دفعة واحدة، وصاروا إلى محبة أهل بيت رسول الله. ومضوا في طلب أبي حاتم ليقتلوه، لكنه لاذ بالفرار، ومات في مفره. فتهلهل أمر مذهب السبعية، وأصابه الوهن، فتراجع عنه خلق كثيرون، ولحقوا بأهل السنة"(1).
تأخذ الدراسات الإسماعيلية الحديثة، الدعائية والنقدية على السواء، هذه الروايات مأخذ التسليم، وتتناولها حرفيا. يقول فرهاد دفتري: "وسع أبو حاتم شاطات الدعوة إلى حد كبير إثر توليه منصبه خلال العقد الأول من القرن الرابع ، حيث أرسل كثيرا من الدعاة إلى أصفهان وأذربيجان وطبرستان وجرجان. كما نجح في تحويل الأمير أحمد بن علي إلى مذهبه . وذهب أبو حاتم إلى طبرستان في الديلم، وهي المنطقة الجبلية إلى الجنوب من بحر قزوين والملاذ لكثير من العلويين الفارين من العباسيين، وذلك بعد الغزو الساماني السني للري زهاء سنة 313. واتخذ هناك جانب أسفار بن شيرويه، وهو قائد عسكري ديلمي سرعان ما أصبح سيدا على طبرستان والري وجرجان لفترة قصيرة، ضد الحاكم الزيدي المحلي الحسن بن القاسم، المعروف بالداعي الصغير. وتمكن أسفار من قتل هذا الإمام، وقبض على كثير من العلويين الآخرين، وأرسلهم إلى بلاط الأمير الساماني نصر الثاني ، الذي أعلن أسفار ولاءه له. أما أبو حاتم فقد كسب كثيرا من المستجيبين والمتعاطفين في الديلم وجيلان، بمن فيهم أسغار ونائبه مداويج بن زيار. ووفقا للداعي الكرماني، فإن المناظرة الشهيرة بين الداعي أبي حاتم والفيلسوف الطبيب أبي بكر محمد بن زكريا الرازي قد جرت في حضور (1) نظام الملك: سياست نامه ص 252- 253.
Halaman 23