============================================================
و الشكور من الناس: الذي يرضى بالقليل من العطاء. يقال: فلان شكور، إذال كان يقنعه القليل. ومن أجل ذلك يقال لمن قدر عليه الرزق(1): اشكر الله، أي اقغ بالقليل. وكذلك لمن يمنع شيئا أو يسلب شيئا يقال له: اشكر الله، أي ارض بما قسم الله لك. ويقال: دابة شكور(2)، إذا كانت تسمن على القليل من العلف.
قال الشاعر: [المتقارب] ولا بد من غزوة في المصيف رهب تكل الوقاح الشكورا و إنما قيل للدابة إذا سمنث على القليل من العلف "شكور" ، لأن أثر ذلك العلف القليل(4) ظهر عليها.
فكأن الله عز وجل سمى نفسه "شكورا" لأنه يرضى من عباده بالقليل من العبادة، وأقل ما يجب على عباده أن يوحدوه، ولا يشركوا به شيئا. وإذا فعلوا ذلك، فقد تضمن عز وجل لهم أن يغفر لهم ذنوبهم، إذا شاء لمن شاء، فقال عز وجل (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) [النساء: 48] .
تبارك الله الشكور الحميد.
[31 العبد والماد ومن صفاته عز وجل "المجيد" و"الماجد". وهما في وزن لفعيل" ولافاعل" .
وهو مأخوذ من "المجد"، والمجد: الجلالة والعظمة والشرف. وقد يوصف الإنسان بالمجد، فيقال: رجل ماجد، ولا يقال: مجيد، لأن الماجد هو الذي يفعل المجد بالاكتساب، والمجيد هو معدن المجد. ومثاله: حكيم وحاكم، فالحاكم الذي يفعل الحكم، والحكيم هو معدن الحكمة، وهو الذي منه اقتبست الأحكام. قال الحطيئة في الماجد: [الطويل) (1) قدر : قتر، أي قل رزقه ونقص، انظر : أساس البلاغة، مادة (قدر) .
(2) الزجاج : تفسير أسماء الله ص 47 .
(3) الزجاج : تفسير أسماء الله ص 47، وديوان الأعشى ص 88 .
(4) زيادة من النسخ سقطت من ه.
243
Halaman 246