============================================================
لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا)(1). قال: وكذلك قرأها ابن عباس. وروي عن الحسن أنه قرأ (ألقى إليكم السلم). قال: وقال: بعث رسول الله صلى الها عليه وآله جيشا، فأتاهم رجل، فقال: السلام عليكم، فقاموا إليه ليقتلوه، فقال: اي مؤمن. فقالوا: كذبت، بل متعوذ(2). فقتلوه، فأنزل الله عز وجل ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا)(3).
[15 المؤمن ومن صفاته عز وجل "المؤمن". قال الله السلام المؤمن المهيمن) [الحشر: 23]. وأصله من الأمان، كأنه أمن عباده أن يظلمهم، أي أعطاهم االأمان على ذلك، لأنه العادل في حكمه، لا يظلم خلقه، ولا يجور عليهم فلذلك يقال: أمن الأمير فلانا، أي أعطاه الأمان، فلا يخاف عاديته وبطشه(4) ولا يخشى سطوته، ولا يتقي شره. فهو مؤمن له، وهو على وزن "أفعل"، فهو مفعل"، والمفعول به "مفعل". وأمن، يأمن، فهو آمن: فعل، يفعل، فهو فاعل.
فالعباد أمنوا أن يجور الله عليهم، وهو مؤمنهم. قال النابغة: [البسيط] والمؤمن العائذات الطير يمسحها ركبان مكة بين الغيل والسعد(5) يعني: أمن الطير في الحرم أن يصاد، فهو مؤمن لها، إذا عاذث بالحرم.لا وإنما هذا قسم، كما تقول: والله ما فعلت ذلك، لأنه يقول في البيت الذي بعده: [البسيط] ما إن أتيت بشيء أنت تكرهه إذا فلا رفعث سوطي إلي يدي() (1) أبو جعفر النحاس : إعراب القرآن 446/1 .
(2) زيادة من م وأخواتها، وردت في ب في الهامش.
(3) صحيح البخاري (4591)، صحيح مسلم 243/8، أسباب النزول للواحدي ص 119.
(4) وبطشه : زيادة من م وأخواتها، لم ترد في ب.
(5) ديوان النابغة الذبياني ص 25 . والقافية في الأصول: والسند . (6) ديوان النابغة الذبياني ص 25.
213
Halaman 216