============================================================
كانت الأزلية تقتضي الإبداع، فلما ثبتث إنية الأزلية والإبداع، ولم يجز أن يلزم الله عز وجل، بل وصفناه بالأزلية، لزم الإبداع العالم . فلما لم يقدروا على إثبات الأزلية للعالم بلا مخالفي، وكانوا مقرين بإنيتها، ثبتث لمبدع العالم. فلما ثبتت لمبدع العالم(1)، قلنا إنه لم يزل. فلما ثبت أنه لم يزل، ثبت أنه لا يزال، لأن الذي لم يزل، ولا مبدع له، لا يزال، ولا مفني له. فإذا ثبت أنه لم يزل، ولا يزال، فهو الدائم الخالق للزوال والانتقال والزيادة والنقصان والفناء، لا زيادة فيه ولا نقصان، ولا فناء له ، ولا انتقال، وهو الدائم، خالق المكان والزمان والحدود والأوقات، التي فيها الزيادة والنقصان والفناء والانتقال. تبارك الله الدائم.
[11] الخالق والخلاق والقادر ومن صفاته "الخالق" و"الخلاق" . وقد جاءت الصفتان جميعا في كتاب الله عز وجل (الخالق البارئ) [الحشر: 24]، وقال الخلاق العليم) [يس: 81] .
وهما جميعا من : خلق، يخلق، خلقا، فهو خالق وخلاق. فالخالق معناه أنه ابتدأ الخلق أول مرة، والخلاق أن من شأنه أن يخلق إلى آخر الدهر، حتى يتم الخلق، فلا يزال يخلق كل يوم خلقا من بعد خلق. فالخالق على وزن "فاعل"، أي أنه ال خالق في الابتداء، كما تقول: قاتل وجازر، لمن يقتل نفسا أو يجزر بدنة.
والخلاق على وزن "فعال"، كما تقول: قتال وجزار، لمن يكون من عادته وشأنه أن يقتل النفوس ويجزر البدن. والخلق: المصدر. يقال: خلق، يخلق، خلقا.
والخلق الاسم أيضا، يقال: هذا الخلق. قال الله عز وجل (هذا خلق الله [لقمان: 11].
ومعنى الخلق واشتقاقه "التقدير". يقال: خلق، إذا قدر. قال زهير: [الكامل] ولأنت تفري ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري (1) فلما ثبتت: سقطت من ب.
(2) ديوان زهير بن أبي سلمي بشرح نعلب ص 82، ويتكرر ذكر هذا البيت في المصادر المعتزلية، انظر : شرح الأصول الخمسة ص 380 .
Halaman 203