============================================================
صارت باجتماعها واحدا في اللفظ. فالمخلوق واحد بتأويل عدي في المعنى، وكل شيء لا يخلو من ازدواج وتضاد وتشاكل وحد وعدد(1). وهذه الصفات كلها تنفي عنه معنى الأحدية والواحدية. والواحد الأول أحدي الذات، واحدي المعنى، لا تلزمه هذه الصفات. وهو محض في الأحدية والواحدية . تبارك الله الواحد الأحدا المتحد بالأحدية، المتوحد بالوحدانية، لا شريك له في الأحدية والواحدية، وتعالى عن ذلك علوا كبيرا.
وفي الواحد عن العرب لغات كثيرة. يقال: واحد، وأحد، ووحد، ووحيد،ا ووحاد، وأحاد، وموحد، وأوحد. فأما الواحد والأحد فصفتان معروفتان، قدا طق بهما القرآن في صفات الله عز وجل. وقال النابغة في الوحد: [البسيط] كأن رحلي وقد زال النهار بنا بذي الجليل على مستأنس وحد(2) وقال الراعي: [البسيط] يهدي الأدلاء فيها كوكب وحد(3) يعني بالكوكب الوحد الجدي، لأنه منفرد(4). وقال صخر الغي في أحاد: [الوافر] منت لك أن تلاقيني المنايا أحاد أحاد في شهر حلال(5) وقال صخر السلمي في موحد: [الكامل] ولقد قتلتكم ثناء وموحدا وتركت مرة مثل أمس المدبر(2) (1) المقصود أن "الواحد" إذا أطلق على الأشياء المخلوقة فإنما يطلق عليها بالمجاز ، لأنها مركبة من أشياء كثيرة. وبالتالي فوحدتها ليست حقيقية، بل مجازية، لأنها تتألف من مكونات متعددة، وليست بواحدة إلا بالتأويل والمجاز (2) ديوان النابغة الذبياني ص 17 .
(3) ديوان الراعي النميري ص 57، وأوله : بصباصة الحمس في زوراء مهلكة.
(4) في م: لأنه تفرد واحد.
(5) أبو عبيدة: مجاز القرآن 115/1، المقتضب للمبرد 381/3، الزاهر 156/2. وتابع المؤلف فيه أبا عبيدة. أما في شرح أشعار الهذليين للسكري ص 570 فنسب البيت لعمرو ذي الكلب الهذلي : في الشهر الحلال.
(6) أبو عبيدة: مجاز القرآن 115/1. وصخر بن عمرو بن الشريد السلمي : أخو الخنساء.
Halaman 191