============================================================
المعنى. كما أخذ الأصمعي على الناس في قولهم "شتان ما بينهما" ، فقال: هوا لحن، وإنما هو "شتان ما هما" . واحتج بقول الأعشى: [السريع] شتان ما يومي على كورها ويوم حيان أخي جابر(1) فقيل له: فقول القائل: [الطويل] ل شتان ما بين اليزيدين في الندى يزيد بن عمرو والأغر ابن حاتم(2) فقال: هو مولد، لا يحتج به(3).
(الشعر العربي والشعر الفارسي) ونقول: إنا لم نجذ لسائر الأمم شعرا كما وجدناه للعرب، موزونا مقوما(4) .
والذي قالته العجم في الأغاني هو بين الشعر والكلام المنثور، وليس له وزن الشعر العربي، ولا تقويمه، بل هو كلام قد سجعوه(5) ومثلوه بالألحان، وطربوا في إبرازه، ومذوا القول به، وليس هو على وزن الشعر وإقرائه. وإنما هو تطريب وتشويق، ليس فيه مدح ولا هجاء، ولا افتخار، ولا فيه ذكر الحروب والوقائع، وتقييد الأنساب، ونشر الأحساب، والمآثر والمناقب والمثالب، وصفات الخيل والإبل والوحش والفيافي، والرياح والأمطار والنجع وغير ذلك، مما جاء في الشعر، ويطول الشرح به . والدليل على أن الشعر لم يكن في العجم أن الشاعر لا يوجذ له اسم في الفارسية. وكذلك الشعر لا اسم له إلا بالعربية. وقد كان (1) ديوان الأعشى ص 96 .
(2) البيت لربيعة بن ثابت الرقي في طبقات الشعراء لابن المعتز ص 159، الكامل للمبرد 2/.
451، الأغاني 177/16، وفيات الأعيان 306/2، وانظر ترجمته في نكت الهميان ص 151 . وتضيف م وأخواتها بيتأ آخر من هذه القصيدة في الهامش، وبعضها في المتن: فهم الفتى البكري إتلاف ماله وهم الفتى العمري جمع الدراهم (3) في م هنا يوجد تعليق من الناسخ: آخر الجزء الأول، يتلوه في الجزء الثاني قوله : ونقول إنا ... إلخ.
(4) مقوما : سقطت من م وهي في بقية النسخ.
(5) هكذا في م وأخواتها، وفي ب : قد ضجعوه. والتضجيع في الأمر: التقصير فيه . والإضجاع في القوافي: الإقواء. لسان العرب، مادة (ضجع) .
Halaman 138