ثم قال لي المياه التي رأيت حيث الزانية جالسة هي شعوب وجموع وألسنة وألسنة، وأما العشرة قرون التي رأيت على الوجه؛ فهؤلاء سيبغضون الزانية وسيجعلونها خربة وعريانة، ويأكلون لحمها ويحرقونها بالنار، وصرخ بشدة بصوت عظيم قائلا: سقطت سقطت بابل العظيمة، وصارت مسكنا لشياطين ومحرسا لكل روح نجس ومحرسا لكل طائر نجس وممقوت؛ لأنه من خمر غضب زناها قد شرب جميع الأمم وملوك الأرض زنوا معها. بقدر ما مجدت نفسها وتنعمت بقدر ذلك أعطوها عذابا وحزنا، لأنها تقول في قلبها: أنا جالسة ملكة ولست أرملة ولن أرى حزنا. من أجل ذلك في يوم واحد ستأتي ضرباتها موتا وحزنا وجوعا وتحترف بالنار، لأنه الرب الإله الذي يديها قوى، وسيبكي وينوح عليها ملوك الأرض الذين زنوا وتنعموا معها.
والقدرة للرب إلهنا لأن أحكامه حق وعادلة، إذ قد دان الزانية العظيمة التي أفسدت الأرض بزناها.
ثم رأيت السماء مفتوحة وإذا فرس أبيض والجالس عليه يدعى أمينا وصادقا، وبالعدل يحكم ويحارب وعيناه كلهيب نار، وعلى رأسه تيجان كثيرة وله اسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو، وهو متسربل بثوب مغموس بدم، ويدعي اسمه كلمة الله. والأحباء الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزا أبيض ونقيا، ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الأمم وهو سيرعاهم بعضا من حديد، وهو يدوس معصرة خمر بسخط وغضب الله القادر على كل شيء، وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب: ملك الملوك ورب الأرباب.
تلهث بدور وهي تقرأ الآيات في كتاب الله الإنجيل، لا تعرف ما كل هذا العداء للمرأة الزانية التي شرب من خمر زناها ملوك الأرض، والحرب الدموية الطاحنة في السماء والأرض بين هؤلاء الملوك والمرأة الزانية العظيمة ضد الملك الجديد، ملك الملوك ورب الأرباب، الذي على فخذه وثوبه مكتوب اسمه.
تتوقف بدور عند آية من الإنجيل تحكي عن يأجوج ومأجوج.
ثم متى تحل الألف سنة يحل الشيطان من سجنه، ويخرج ليضلل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض يأجوج ومأجوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر، فصعدوا على عرض الأرض وأحاطوا بمعسكر القديسين والمدينة المحبوبة، فنزلت نار من عند الله من السماء وأكلتهم، وإبليس الذي كان يضلهم طرح في بحيرة النار والكبريت، حيث الوحش والنبي الكذاب سيعذبون نهارا وليلا إلى أبد الآبدين.
ترتجف بدور من هول الحرب والنار وسفك الدماء في كتب الله الثلاثة. الكتاب الثالث القرآن ترد فيه الأسماء ذاتها يأجوج ومأجوج وإبليس والنار الحارقة لمن لا يعبدون الله. يخاطب الله الذكور الرجال في القرآن، لا يخاطب الله النساء يحذف الله أسماء النساء في القرآن. لا يذكر اسم حواء، ويقول عنها زوجة آدم، وامرأة العزيز التي أغوت سيدنا يوسف لا يذكر اسمها، ولا السيدة خديجة زوجة النبي محمد، لا يرد اسمها في القرآن على الإطلاق. فقط مريم العذراء أم سيدنا عيسى المسيح، ذكر الله اسمها وخصص لها سورة كاملة باسمها هي سورة مريم.
يحرضها نسيم على التمرد ضد الله، يقول لها: كيف تؤمنين بإله لا يخاطبك ولا يذكر اسمك، ويجعلك تابعة لزوجك، وفي كتبه الثلاثة لا تحظى النساء بما يحظى به الرجال الذكور؟
كانت بدور في التاسعة عشرة من عمرها، تتمزق بين حبها النسيم وإيمانها بالله والقرآن والإنجيل والتوراة، قبل أن تنام تفتح القرآن وتقرأ:
ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن ،
Halaman tidak diketahui