وقال الجندي: «لا نستطيع مساعدتك. اذهب إلى شارع سانت تشارلز.»
وتصور زيتون أن الجندي لم يحسن سماعه؛ إذ كانت الريح تدير قاربه وتحجب ألفاظه، فعاد يقول موضحا وبصوت أعلى هذه المرة: «في آخر الشارع زوجان عجوزان يريدان الجلاء.»
فقال الجندي: «ليست تلك مشكلتنا. اذهب إلى شارع سانت تشارلز.»
وعندها انخفض المسدسان.
وسألهما زيتون: «لم لا نستدعي أحدا؟» هل كان الجنديان يقصدان فعلا أن يقطع زيتون الطريق كله بقاربه إلى تقاطع شارعي نابليون وسانت تشارلز، بدلا من أن يستدعي أحدهما وحدة أخرى على جهاز اللاسلكي الذي يحمله؟ وماذا كان الجنود يفعلون في المدينة إن لم يكونوا يساعدون على إجلاء الناس؟
وقال الجندي الآخر: «لا نستطيع استدعاء أحد.»
وتساءل زيتون: «ما أغرب ذلك! لديكم كل هذه التكنولوجيا ولا تستطيعون استدعاء أحد؟»
وهنا بدا أن الجندي خائف، ولم تكن سنه تزيد إلا عدة أعوام عن زخاري، ابن زوجة زيتون. لم يجد أي إجابة، وبدا غير واثق من الخطوة التالية، وأخيرا استدار وانصرف، واستمر الجنود يحدقون في زيتون ممسكين بأسلحتهم.
وانطلق زيتون يجدف في قاربه متجها إلى تقاطع شارعي نابليون وسانت تشارلز، وكتفاه تؤلمانه، وكانت الريح تضاعف من صعوبة العمل، وأصبحت المياه ضحلة أثناء اقترابه من التقاطع، وشاهد خياما ومركبات حربية، وأكثر من عشرة ضباط وجنود بالشرطة، فخرج من قاربه وسار حتى أتى أحدهم، وكان جنديا يقف على الكلأ في المنطقة الوسطى، وهي التي كان سكان نيو أورلينز يسمونها «الأرض المحايدة».
وقال زيتون: «لدي حالة حرجة. لدي رجل معوق يحتاج إلى المساعدة والمعونة الطبية. وهو يحتاجها الآن.»
Halaman tidak diketahui