ولم تكن لديها إجابة لذلك.
وانتقلا في الحديث إلى الشئون العملية، قالت إن تليفونها الخلوي كثيرا ما يتعطل في منزل يوكو في مدينة فينيكس، فأعطت زيتون رقم التليفون الأرضي هناك، فكتبه على قصاصة من الورق وتركها بجوار تليفون منزل شارع كليبورن.
وقال: «أدخلي الأطفال المدرسة عندما تصلين إلى فينيكس.»
وبرقت عينا كاثي.
وقالت: «طبعا!»
وقال: «أحبك وأحبهم!» وأنهيا المكالمة.
وانطلق من جديد، ومن فوره شاهد تشارلي راي، الذي كان يقيم في منزل إلى يمين منزل شارع كليبورن، كان نجارا أزرق العينين، في الخمسينيات من عمره، مواطنا ودودا لطيف المعشر، يعرفه زيتون منذ سنين. كان يجلس هادئا في شرفة مدخل منزله كأنما كان اليوم مثل أي يوم آخر.
وقال زيتون: «بقيت أنت أيضا؟» «هذا صحيح.» «هل تريد أي شيء؟ ماء؟»
وقال تشارلي إنه لا يحتاج الآن، ولكن ربما يحتاج بعد وقت قصير، ووعده زيتون بأن يمر عليه من جديد للاطمئنان وانطلق يجدف مبتعدا، ويتطلع إلى أن يعرف كم من الناس ظلوا في المدينة، فما دام فرانك قد بقي، وما دام تود وتشارلي قد ثبتا في وجه العاصفة، فلا بد أن تكون بالمدينة عشرات آلاف أخرى. لم يكن وحده صاحب التحدي.
وواصل طريقه، مدركا أنه لا بد أن يشعر بالتعب، ولكنه لم يكن يشعر بأدنى تعب، بل ما أحس يوما ما يحسه الآن من قوة.
Halaman tidak diketahui