وقال زيتون: «شكرا، اسمها كاثي، وهي زوجتي، ولدينا أربعة أطفال.»
لم يكن لدى زيتون قلم ولا ورق.
وقال رجل التبشير: «هذا ضد القواعد!» وهو يلتقط قلما من عربته، لم تكن معه أوراق، وظهر التوتر على كليهما آنذاك؛ إذ كان رجل التبشير قد قضى وقتا أطول مما ينبغي أمام زنزانته، ففتح نسخة من نسخ الكتاب المقدس وانتزع ورقة من آخرها، وأملاه زيتون الرقم، ودس رجل التبشير الورقة في جيبه، ودفع عربته بسرعة في بهو العنبر.
وأشرق الأمل في نفس زيتون. لم يستطع الجلوس ساعات متوالية، بل ظل يسير رائحا غاديا ويتواثب في مكانه، وقد غمره الفرح، ورسم في خياله صورة رجل التبشير وهو يغادر السجن ويذهب إلى سيارته ويأخذ الرقم من جيبه ويطلب كاثي في الطريق. وربما انتظر حتى يعود إلى المنزل. كم يستغرق ذلك من الزمن؟ كان يعد الدقائق التي ستمضي قبل أن تعرف كاثي. لسوف تعرف! حاول أن يحسب الساعات التي ستستغرقها كاثي حتى تصل هنا لتطلق سراحه. لو عرفت أنه حي لاستطاع الانتظار. كان يدرك أن هذه الخطوات قد تتطلب أياما، لكنه يستطيع الانتظار ما دام سوف يراها، لن تكون في ذلك مشكلة. وصور لنفسه كل شيء، لسوف يطلق سراحه في غضون يوم واحد.
وحاول زيتون أن ينام تلك الليلة. إن رجلا واحدا في هذه الدنيا يعرف أنه على قيد الحياة، لقد وجد الرسول الذي كان ينشده.
الإثنين 19 من سبتمبر
بعد الإفطار أتى حارسان إلى زنزانة زيتون وقالا له إن حضوره مطلوب.
وسأل زيتون: «أين؟ مع من؟» وقال في نفسه: «لقد بدأنا بالفعل!»
لم يخبره الحارسان بشيء، فتحا زنزانته ووضعا يديه في القيود وقدميه في الأصفاد، واقتاداه إلى خارج الزنزانة وسارا به في البهو. وبعد بضع دقائق وصلا إلى زنزانة أخرى أدخلا زيتون فيها حيث انتظر خمس دقائق حتى فتح الباب مرة أخرى.
وقال الحارس: «الشاحنة هنا.» ثم سلمه إلى حارس آخر سار معه فى بهو آخر حتى وصلا إلى بوابة أخيرة، وفتحت البوابة واقتيد زيتون إلى شاحنة بيضاء واقفة خارجها، وأغشى عينيه ضوء النهار الساطع، وأدخل الشاحنة والحارس يركب معه، وسارت بهما الشاحنة في أرجاء المجمع حتى وصلا إلى المكاتب الرئيسة في مقدمة المجمع.
Halaman tidak diketahui