لم لا يحدث هذا لرجل عمله طلاء المنازل؟
الأربعاء 14 من سبتمبر
كان الألم في جنب زيتون قاهرا، وسواء كان واقفا أو جالسا في أوضاع معينة، كان يجد التنفس عسيرا. كان عليه طلب المساعدة.
وعندما سمع صوت عربة الممرضة تسير في بهو العنبر هب واقفا ليلقاها عند القضبان.
وسألها : «هل أعطيت استمارتي للطبيب؟»
قالت إنها أعطتها له، وإنه سوف يأتيه الرد بسرعة.
قال ناصر: «تبدو مريضا.»
وقال زيتون: «أعرف ذلك.» - «فقدت كثيرا من وزنك.» - «إنه الألم. لقد اشتد الآن كثيرا.»
وخطرت لزيتون فكرة غريبة مباغتة، ألا وهي أن الألم في جنبه قد لا يكون ناجما عن العدوى أو الإصابة، بل من الحزن. ربما لم يكن له سبب طبي، ربما كان مجرد أمارة من أمارات غضبه وتأسيه وعجزه. لم يكن يريد أن يكون أي من ذلك صحيحا. لم يكن يريد أن يصدق أن بيته ومدينته مغموران بالماء. لم يكن يريد أن يصدق أن زوجته وأطفاله في مكان يبعد عنه ألفا وخمسمائة ميل، وربما كانوا يفترضون الآن أنه مات، لم يكن يريد أن يصدق أنه أصبح الآن رجلا في قفص، وربما ظل إلى الأبد رجلا في قفص، خفيا خبيئا، أو أنه لم يعد جزءا من هذه الدنيا.
الخميس 15 من سبتمبر
Halaman tidak diketahui