وفي آخر ساعات العصر، سمع زيتون من جديد خطوات شخص قادم في الردهة، فذهب إلى مقدمة الزنزانة وشاهد الحارس نفسه.
وسأله الحارس: «ماذا تفعلان أنتما الاثنان؟»
وقال زيتون بصوت كالفحيح: «ماذا تقول؟!» لم يعرف في حياته غضبا كهذا الغضب.
وقال الحارس: «لا يسمح لك بفعل هذه الأشياء في الزنزانة يا أخ! كنت أظنه محرما في دينكما على أي حال.»
وهنا انفجر غضب زيتون، فأمطر الحارس وابلا من الشتائم والتهديدات، غير عابئ بما قد يحدث.
وبدا أن الحارس قد صدم: «هل تتحدث إلي حقا بتلك اللهجة؟ هل تعرف ما أستطيع أن أفعله بك؟»
كان زيتون قد انتهى، فذهب إلى ركن زنزانتهما القصي وطوى ذراعيه على صدره، لو كان في بقعة أقرب إلى الباب لما قاوم إغراء إلقاء نفسه على القضبان والإمساك بأي جزء تصل إليه يده من جسد الحارس.
الأحد 11 من سبتمبر
وفي الصباح فتح الباب وأضيف أربعة رجال إلى زنزانتهما. كان الأربعة أمريكيين من أصول أفريقية، تتراوح أعمارهم ما بين الثلاثين والخامسة والأربعين. وأومأ زيتون وناصر لهم بالتحية، وبعد تبادل المواقع بحركات سريعة وجد النزلاء الجدد أماكن في الزنزانة الصغيرة؛ إذ جلس ثلاثة رجال على السرير، وثلاثة على الأرض، متكئين على الجدار. وكانوا يتبادلون هذه الأماكن مرة كل ساعة، والعرق يتفصد منهم في ذلك المكان الخانق. •••
لم يعد زيتون يتوقع أن يمنحه أحد الحراس الذين شاهدهم حتى الآن فرصة إجراء مكالمة تليفونية، بل كان يأمل في أن يرى حارسا جديدا، أو موظفا جديدا في السجن أو زائرا للسجن.
Halaman tidak diketahui