وتنهد أحمد قائلا: «لن ترحل إذن؟!» «لم يحن الوقت بعد.»
وكان أحمد يعرف أنه لا فائدة من المناقشة، لكنه كان يريد فعلا تذكير أخيه بأنه حتى لو كان يشعر بالأمان الآن، فإن الخطر قد يأتي في أي لحظة. قال له إن في المدينة عصابات متجولة من المسلحين، وكان ذلك ما تتحدث عنه جميع أجهزة الإعلام، قائلة: إن المنطقة أصبحت كالغرب الأمريكي في أيامه الوحشية الأولى. كان أحمد يشعر بعجزه ويكره هذا الشعور، ويعرف أن أخاه الأصغر يعتبره أشد حذرا مما ينبغي، فأضاف قائلا: «أفلن تفكر إذن في الرحيل، من أجل أسرتك الجميلة، قبل أن يحدث شيء؟!»
كان زيتون ممسكا بالورقة التي كتب عليها رقم تليفون كاثي في مدينة فينيكس؛ كان يريد أن يتصل بها قبل أن تبدأ في القلق. وكان قد تأخر عن موعده معها عشر دقائق. وكان يوشك أن ينهي مكالمته مع أحمد حين سمع صوت ناصر من مدخل المنزل وهو يتحدث مع شخص خارج المنزل.
ونادي ناصر: «زيتون!»
وقال زيتون: «ماذا؟»
وقال ناصر: «تعال هنا. يريد هؤلاء أن يعرفوا إن كنا نريد ماء.»
وتصور زيتون أنهم كانوا رجالا مثله ومثل ناصر، أي إنهم يطوفون في زوارق، ويحاولون تقديم العون.
وعند وضع سماعة التليفون نظر في اتجاه مدخل المنزل فشاهد مجموعة من الرجال، كانوا جميعا يحملون السلاح، ويقتحمون المنزل، فأعاد زيتون التليفون إلى مكانه وسار إلى الباب.
الفصل الثالث
الأربعاء 7 من سبتمبر
Halaman tidak diketahui