ياعزيزتي
نعم، إنني أريد أن أراك ونكون وحدنا. تلك أحلامي من عام فائت أريد تحقيقها ويمنعني موقفك عن أن أصل إلى شيء من أملي. وها أنت ذي اليوم عليمة بما في صدري من قلب مملوء بحبك، وأود من كل نفسي تلك الساعة التي نكون فيها معا ولا ثالث لنا.
لقد أوقعتني بخطابك في حيرة ما أعظمها. كنت ككل الناس أعتقد هناء المحجبات في دورهن، القاعدات لا يعملن شيئا أو توافه من الأمر لا قيمة لها ويحكين طول نهارهن مثل تلك الأحاديث التي أسمعها أحيانا منهن. وها أنت ذي تقولين لي إنكن إنما تعودنه كما يعود المريض مرضه.
حقا لا بد أن يكون للحساسة من السيدات غصة بسجنها. وإني لآسف معها أكبر الأسف على ظلم حل بها من غير ما سبب. وأسائل نفسي ما هذا القضاء الذي حكم عليهن هذا الحكم القاسي فأرتد على أعقابي غير قادر على جواب أجيب به نفسي.
لتكن إرادة الله ولنعمل معا للوصول لتلك المقابلة التي نرجو، وطوع أمرك قلبي صرفيه كما تشائين.
حامد
أخي حامد
أخذت مكتوبك. يفكر الستات في الخروج بعد الغد مساء مع عمي إلى الغيط، وإن أنت حضرت اليوم عندنا فهن لا شك داعوك، فهل تجعل من صحبتك أنيسا لي، ولعل جنح الليل الأمين يساعدنا ويسعدنا. أبحث عن الوسيلة التي تمكننا من غرضنا، وأحسبني واصلة إليها قريبا. وكل أملي أن السماء التي أعتقدها راضية عما في نفسينا تكون في ذلك نعم المعين.
دعني الساعة في هنائي بالحاضر وحلو كلامك العذب. لا تذكرني الحجاب فذكراه تفسد طعم العيش. ما جلست مرة أفكر إلا عاودتني آلام لا قبل لي بها. لذلك عودت نفسي أن لا أفكر فأقبل قضاء الأيام كما هو من غير ما بحث فيه. إلا أنني أذكر ساعة تقطع فيها قلبى أسى حين استعدت أمامي السبب الذي من أجله يحجبوننا. وقد دخلت خادمتي متهللة فرحة راجعة من الهواء العظيم في المزارع الواسعة وتقول في ابتسامتها: (كم كان حلوا غروب الشمس هاته اللية). ما لي أنا يا بنية وغروب الشمس وشروقها! قد وجد أهلي في نقوش الحيطان ما يكفيني. يا عدالة السماء؛ هل من أجل هؤلاء السذج خلقت غروب الشمس.. لا لنا؟!
لأترك كل هذا الساعة فذكراه تؤلمني وأنا لا أريد. إن سعادتي بك تمنعني أن أفكر في الألم. والحمد لله قد عودنا عيشا وأصبحنا أمامه جمودا!
Halaman tidak diketahui